مظاليم الفكر
في عصرنا:
لم أر احدا من أهل العلم والفكر ظلم في القديم كما ظلم ابن تيمية رحمه الله
ولم أر احدا ظلم في الحديث كما ظلم سيد قطب رحمه الله.
وذلك أنهما اشترك في ظلمهما أصناف ثلاثة:
_ محبون مقلدون غالوا فيهما واستدعوا نصوصهما في كل أمر مع التسليم المطلق ومع عدم مراعاة لتغير زمان وظرف.
_ ومحبون متحررون غالوا فيهما باستدعاء نصوصهما لاثبات كل اجتهاد جديد ولو بتكلف.
_ ومبغضون غالوا في تتبع المتشابهات من نصوصهما لاثبات الانحراف فيها واسقاط رمزيتهما وتحميلهما خطايا الاخرين.
لقد تمثل هذا الظلم في المظاهر الآتية:
أولا: الاجتزاء من سياق كلامهما فيما سطراه من آراء عمدا كان هذا الاجتزاء او جهلا لتبرير رأي وتوجه واستثمارا لمكانتهما ومكانة نصوصهما عند المتلقين سلبا وايجابا وهذا الاجتزاء يحدث مع نصوص القرآن والسنة فكيف بكلام البشر؟.
ثانيا: إغفال الظروف التاريخية والموضوعية التي عاشاها وطبيعة التحديات التي واجهاها وعالجا من خلالها مشكلات زمانهما ونقل ذلك واسقاطه على واقعنا دون احترازات او قيود او بيان فروقات.
ثالثا: نقل دلالة النصوص العامة من كلامهما الى الدلالة الخاصة وتحقيق المناط في وقائع جزئية خاضعة للاجتهاد الظرفي والآني كمن ينقل عمومات ابن تيمية في اهل البدع ليسقطها على اناس معيين الآن او ينقل كلام سيد قطب في الجهاد والمفاصلة ليسقطها على التعامل الفقهي التفصيلي مع واقع اليوم!!!!.
رابعا: إغفال النوازع البشرية والضغوط الدنيوية على كليهما حيث كلاهما عانى من الصراع والسجن وحياة الازمة التي تلقي بظلالها على الرأي والاجتهاد كما هي طبيعة كل نفس بشرية.
خامسا: لم يدر في خلد ابن تيمية وسيد ان نصوصهما ستنزّل من أقوام يأتون بعدهما ليكفروا بها احدا او يقتلوا بها نفسا او يقيسوا عليها حكما فقهيا قاله اجتهادا لواقعه _ كما عند ابن تيمية _ أو قاله ككلام عام بقلم أديب أريب لم يدّع الفتوى وتنزيل الاحكام _كسيد رحمه الله _.
سادسا: من خلال اتهامهما انهم وراء خطايا الحاضر وانحرافات الفهم الحالية وهذا لن نتعب انفسنا فيه إذ هو ليس بالنقد الموضوعي ولا الجدال بالحسنى.
وسوم: العدد 787