علمني الربيع العربي 1
الحلقة الأولى
أن العشوائية في صناعة الشركاء هي أقوى أدوات العودة بالخصوم لسدّة القيادة من جديد. أن الجهل أو العجز عن قراءة المشهد الدولي من أخطر أسباب الانتكاسة. أن كثرة الرايات وتعدّد الرؤوس أدوات ناجحة لهدم أيّ مشروع. أن الرهان على ضعف الخصوم مهلكة بل الرهان على قوة الأخلاء الايمانية والوعي الشامل بآليات التوازي مع الخطر أو الهدف. أن من الغباء افتراض الغباء في كل خصومك. أن الوقوع في أسر العشوائية أقوى أسباب الانتكاسات المتوالية. أن التركيز على أهل الثقة دون أهل الخبرة فكرة صانعة للخصوم. أن عدم المهنية في إدارة العمل الدعوي والسياسي جعلت من أحدهم عبئًا على الآخر، ومن ثمّ ضعف الاثنين فلا الدعويّ أدرك الواقع، ولا السياسيّ عاش التوازي معه. علمني الربيع العربي أنّ النجاح في حراسة الممكن البسيط أفضل من الغلو مع العجز في الأهداف الكبيرة. أن العودة للخلف مع حفظ الكيانات القائمة بقليل من الخسارة، أفضل من الزعم بالمفاصلة مع الخصوم حال تلازم الضعف للأولياء. أن صناعة التكفير والغلوّ في استعداء الطغاة فكرة ناجحة لإعادة إنتاج العلمانية في ثوبها الجديد. أن المسافات البينية بين الأجيال المعاصرة في الواقع هي نفس المسافات بين الأجيال المعاصرة ودروس التاريخ. أن الوعي الشامل (العقدي والاقتصادي والاجتماعي والأدبي والفكري والعلمي) لا يكون إلا من خلال فكرة المؤسسية المتدرجة بهدوء، فيكون سبب في حراسة دعوة أو فكرة إصلاحية تتوازى مع التاريخ والواقع والمستقبل. أن الفكرة تولد مع القائد، والأمة تصنع قائدها الذي هو رائدها العاقل لهواه فلا يختزل الصراع في مفردات المفاصلة مع العجز أو يهجر آليات المدافعة بحكمة حارسة لإمكانيات الأولياء من بطش الخصوم المتربصين. أن أولويات إدارة القناعات عند الجماهير تختلف من وقت لآخر ومن دولة لأخرى. أن العلماء هم أقوى أدوات تحقيق الأمن الفكري للشعوب فلولاهم لانتشر التكفير وعمّ الهلاك بلاد المسلمين.
وسوم: العدد 787