يوميات العطش (1)
يقال إن ماء البحر تجاوز النهر واشتدت ملوحة مياه الشرب في المحمرة وعبادان، أدري أن السبب هو نقصان ماء كارون بسبب سرقته وتصدير مياهه إلى مدن إيران وإلى الدول المجاورة؛ ولكن ألا يجدر بالحكومة أن تحل مشكلة مياه الشرب بقسم يسير جدا من إيرادات مبيع النفط الذي يستخرج من أراضينا العربية؟!
إذن كان من حق الناس أن يخرجوا في مظاهرات مطالبين بأقل الحقوق وأبسطها، ألا وهي تأمين مياه الشرب.
وجدت الناس مجتمعين قبل الساعة الحادية عشرة صباحا جنب سوق الصفا حاملين قنينات فارغة ترمز إلى شحة الماء والعطش، يقول أحدهم والحرمان باد في وجهه:
جهاز تنقية الماء تعطل في بيتي منذ يومين، خرجت البارحة بعد أن نفد ماء الشرب حاملا (دبة) بحجم عشرين لترا أبحث عن محلات بيع الماء.
كان الوقت متأخرا ولم أجد محلا فاتحا فرجعت لأملأها صباح الغد.
لكن طفلنا ذا الثلاث سنوات استيقظ عند الثالثة فجرا يشكو العطش.
فخرجت بدراجتي النارية والناس نيام والكلاب تتنابح أبحث عن دكان أشتري منه قنينة ماء.
ولم أرجع إلا بعد 45 دقيقة حاملا معي قنينتين نصف لتر، شرب من إحداها ابني واحتفظنا بما تبقى في الثلاجة رغم عطشنا.
وسوم: العدد 788