الوَرد والوِرد
كلمتان متقاربتان بالأحرف متباعدتان بالمعنى !
الوَرد بفتح الواو نبات عطري الرائحة وله ألوان أحمر وأصغر وأبيض ومنه الأسود يوجد في تركيا والسودان والحبشة
وسبحان الخلاق
الوَرد يبعث الراحة والتفاؤل ويدل على الذوق الرفيع عند اختياره هدية لمن نحب فهو الطبيعة الصامتة النابضة بكل أنواع الحياة فإذا شعرت بالتشاؤم فتأمل رعاك الله وردة فكلما نظرت إليها تتعلم درسا جديدا فسبحان من أبدعها
هناك من يتذمر لأن للورد شوكا وهناك من يتفاءل لأن فوق الشوك وردة
أيها الشاكي ومابك داء
كيف تغدو إذا غدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفس
تتوقى قبل الرحيل الرحيلا
وترى الشوك في الورد وتعمى
أن ترى فوقها الندى إكيلا
سمعت بائع ورد في دمشق ينادي ياورد مين يشتريك قلبي معلق فيك .
هل ذقت مربى الورد ! وياسلام على شراب الورد !
هل تعرف بيلون الورد إنه أفضل أنواع الشامبو والأكثر شعبية على الإطلاق
يستخرج من البيلون حجر حلب الشافي من الحساسية الجلدية ومزيل للتجاعيد والكلف
وإليه ينسب الدكتور محمد البيلوني طبيب الأطفال في حلب الذي قتله الطغاة رحمه الله
قرأت في القرآن الكريم آية( حبا متراكبا ) أي بعضه فوق بعض ونظرت إلى حبة البازلاء كيف تتركب في قرن واحد
يخلق مايشاء سبحانه سبحانه لانحصي ثناء عليه .
أما الوِرد فهو أذكار من الكتاب والسنة إختار منها الإمام حسن البنا مجموعة سماها ( الماثورات )أي مما ورد في الكتاب والسنة من أدعية .
وخير كتاب حوى أذكارا صحيحة كتاب ( الأذكار ) للإمام النووي من بلدة نوى التي دمرها الطيران الروسي والحقد الطائفي
أما كتاب دلائل الخيرات ففيه الغث والسمين .
وممن أجاد وأبدع في جمع الأدعية والأذكار في كتيب صغير سماه( الميثاق ) وهو من خير ماقرأت من أواراد ومؤلفه الدكتور عبد المجيد البيانوني ويرعى مجمع سلطان العلماء في عنتاب حياه الله
وأصله من بلد الشيخ الولي عيسى البيانوني رحمه الله من قرية بيانون على طريق اعزاز وليس نسبة إلى البيانو آلة الطرب المعروفة .
الشيخ عيسى من كبار أولياء حلب وهو دفين البقيع قرب الصحابة والصالحين صاحب قصيدة
همّ بالحبيب محمد وذويه
إن الهيام بحبه يرضيه
جسد تمكن حب أحمد فيه
تالله إن الأرض لاتبليه
ومن أحفاده زميلنا أبو أنس البيانوني وهو من كبار الدعاة إلى الله في عصرنا حفظه الله .
أنا أنصح الدعاة من جميع المشارب أن يلتزموا قراءة الماثورات وإن كانوا يخافون من كلمة إخوان فليقرأوا كتاب الميثاق ففيه مايشفي ويغني .
تحياتي وسلامي وأشواقي إلى العزيز أبو أنس البيانوني وللعزيز الحبيب والأخ في الله الشيخ عبد المجيد وليعذرني إن سميته شيخا فهي أكبر من لقب دكتور فقد تلتبس الكلمة فيظن أنها طبيب أما شيخ فهو شيخ فقط
والشيخ يقال لمن بلغ السبعين من العمر يقول الشاعر :
زعمتني شيخا ولست بشيخ
إنما الشيخ من يدب دبيبا
رحم الله الإمام النووي صاحب الأذكار ولعن الله من سوى بالأرض عمارها الطاهر وقبح الله من هجّر أهلها وسكنهم تمويها في الجولان المحتل وستظل محتلة حتى تعود إلى شعبنا الى الله ليوقنوا أنه لاعز ولا مجد إلا بالعودة لرب السماء وإلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم
إنما الإسلام قوة
وجهاد وفتوة
ونظام وأخوة واتباع لمحمد
صلى الإله عليه وسلم
وإلى الرعاة ممن لاورد له الخزي والعار وفهمكم كفاية !
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 789