علمني الربيع العربي (3)

عبد المنعم إسماعيل

أهمية صناعة الوعي عند أهل السنة لأن من توابعه إدراك أبناء أهل السنة لطبيعة المهمّة الكونية لهم، وهي: تحقيق منهج الشهادة على الناس بربانيته ووسطيته وشموليته... علمني الربيع العربي أن أهل السنة كما ورثوا الكمال والتمام والدين الذي رضي الله عز وجل عنه يوم حجة الوداع، ورثوا كذلك منهجية البراء، والدخول في المواجهة مع الإمبراطوريات المحاربة لهذا الدين كفارس والروم في الماضي، وأمريكا وحلف الأطلسي وروسيا والصين والصهيونية في الواقع المعاصر. علمني الربيع العربي أن ما زال للفرس المجوس بقيّة ظهرت في الواقع في ثياب خمينية صفوية حوثية علوية معاصرة. علمني الربيع العربي أن الروم ما زالوا موجودين في ثيابهم الجديدة، فقد مات هرقل وبقيت الفكرة تظهر في أواني جاهلية معاصرة مثل بوش وماكين وبيريز وبوتن أو ماكرون أو ميتران أو كلينتون أو رايس أو كولن باول. علمني الربيع العربي أن صناعة الوعي السني الموازي تجعل من أهل السنة رقمًا صعبًا يصعب استدراجه إلى حيلٍ استهلاكية تستنزف أهل السنة في صراعات تذهب بين أطباق الرياح المعاصرة، فلا حقّقت مع كثرة الرياح نصرًا ولا صانت الجماهير من تبعات السقوط في آليات لازمت العشوائية أو ردود الأفعال. علمني الربيع العربي أن صناعة الوعي السني يستلزم مجهودا قومي يوازي تاريخ الأمة ومورثها العقدي والفكري والتاريخي والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي. يستلزم صناعة الوعي السني سلامة الحاضنة العلمية للقادة حتى نتملك قادة. لا نقول يستطيعوا إدارة المشهد بعيدا عن حيل المجرمين بل يستطيعوا استشراف المستقبل فلا يستهلكون اتباعهم في نزاعات ربحها ظني وخسارتها يقينية. صناعة الوعي السني يستلزم صناعة مهمة لكل فرد، وتربية فرد لكل مهمة فلا بطالة لاحد من أبناء الأمة ولا غلو أو مجاملة أو مداهنة لضيق الانتماء الجزئي الذي لا يصنع وعيا أو يدفع خطرًا.

وسوم: العدد 790