أوقاتنا ومنابرنا : إذا ملأناها بالغثاء ، فهل نلوم أعداءنا ؟
إذا ملأ أعداؤنا ، أوقاتَهم ومنابرهم ، بتشويه الإسلام وإفساد أخلاق المسلمين.. وملأنا أوقاتنا ومنابرنا ، بشتمهم، خَسرنا الدنيا ، والآخرة !
وأخصّ ، هنا ، في المقام الأول : الساسة ، والمفكّرين ، والمثقّفين ، والمشتغلين بالعمل العامّ، والمهتمّين به .. وبشكل عامّ ، الفئات التي تسمّى : ( نُخَباً ، أو مَلأ ، أو سّراة .. أو عِلية الناس) !
فحين نوازن ، بين ما تفعله النخَب ، لدى أعدائنا، وما تفعله النخَب ، عندنا، نجد فروقا هائلة، في الاهتمامات ، وفي الأفعال والأقوال !
ففي حين نجد ، لدى الفئات المذكورة ، آنفاً ، في الشعوب ، التي تعيش ، في النسق الأول ( نسق الأعداء ) اهتمامات عليا .. نجد لدى فئات النسق الثاني ، اهتمامات متدنّية ، عامّة ، إلاّ مَن رَحم الله !
فحين تهتمّ النخَب ، لدى أعدائنا ، بالكيد لنا ، صباحَ مساءَ ، وتملأ أوقاتها ، ومنابرها الإعلامية ، بكلّ أنواع المكر والخداع ، والدعايات المضلّلة ، ضدّنا .. نجد النخَب ، لدينا، مشغولة ، بملء منابرها وأوقاتها ، بسفاسف الأقوال ، من : شتائم ، توزّع ، يَمنة ويَسرة ، على القريب والبعيد .. ومن : اتّهامات مجّانية ، من فريق ، ضدّ فريق .. ومن : حرص ، على إسقاط زيد ، الذي لايعجبها ، وتزكية عمرو، الذي يوافق أهواءها .. وليس مهمّاً ، أن يكون هذا ، كلّه ، بحقّ ، أو بباطل .. ( وهذا ، كلّه ، ضمن الصفّ الواحد) !
وأيّة موازنة ، بين قناتين فضائيتين ، في لبنان ، مثلاً ، إحداهما : يديرها الروافض ، وهي قناة (المنار) ، والثانية : محسوبة على الرمز الأول ، من رموز السنّة ، في لبنان ، وهو رئيس الوزراء ، الذي يمثّل السنّة ، في التركيبة السياسية اللبنانية .. تكشف الفروق الهائلة، بين قناة رئيس الوزراء ( السنّي) ، التي صارت مرقصاً ، وبين ماتبثّه قناة (المنار) ، من سموم قاتلة ، ضدّ أهل السنّة ، عامّة ، في لبنان ، وغيره !
فأيّ إنسان عاقل ، منصف ، يحترم عقله ، ويشاهد القناتين ، يسوّي ، بين هذي وتلك ؟
ومَن يحمل ، مسؤولية هذا العبث ، عند الله ، وعند الناس ؟
وحسبنا الله ونعم الوكيل !
وسوم: العدد 793