بداية السنة الدراسية (2)
توجد في مدرسة معهد الفنون المسماة بشهداء وهي المدرسة المهنية الوحيدة في المحمرة خمسة فروع، فرع الكهرباء، وفرع الحاسوب، وفرعالبناء، وفرع الملاحة، وفرع المحاسبة.
والمشكلة أن ليس هناك أي حافز يحفز الطلاب لمتابعة دروسهم بجد وهم يرون إخوتهم وأبناء ذويهم وجيرانهم درسوا 12 سنة في المدارس، ثم 4 سنوات في الجامعات، فتخرجوا ثم تجندوا سنتين، وهم بعد كل هذه المشقات بطالون.
ولهذا علينا نحن معشر المعلمين أن نستحثهم لطلب العلم ومتابعة دراستهم.
ولأننا ما زلنا في الأسبوع الأول والمجال مفتوح لهكذا بحوث، سألني أحدهم:
ما جدوى متابعة الدراسة ونحن نرى الشباب المتخرجين بطالين؟!
أجبته والجميع كانوا يصغون في سكوت رهيب:
إن مثل الجاهل والمتعلم كالأعمى والأصم والبصير والسميع، وهل ترضى لنفسك أن تبقى طول حياتك أعمى وأصم؟!
وهل تستطيع بعد فترة أن تطبق نفسك مع التقنيات الجديدة التي لولا العلم لما اخترعت، ولولا العلم فلن يستطيع المرء استغلالها؟!
ولا شك أن ستكون هناك تقنيات جديدة واختراعات في التكنولوجيا لا تستطيع العيش دون أن تجيد استثمارها، ولك في الهواتف الذكية والحواسيب خير مثال؛ ألم تر إنها تتجدد يوما بعد يوم ومن تقنية إلى أخرى؟!
وهل يجيد استخدامها أجدادكم الأميون الذين لم يدرسوا ولم يحملوا أية شهادة؟!
ثم كيف تتقبل أن تتسامى الأمم من حولك في مدارج العلم والإبداع وتبقى أنت في مهاوي الجهل والتخلف؟!
ولأنك مسلم، فالإسلام يأمرك ويحثك لطلب العلم من المهد إلى اللحد.
ختاما سوف تعيشون في زمن لا تستطيعون فيه كسب المال من دون كسب العلم والمعرفة.
إذن لا سبيل أمامك سوى الدراسة ونيل الشهادات العليا، فأقبل عليها بعزم لا يعرف الضعف، وتصميم لا يعرف التردد؛ ومن يدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا فتصبح طبيبا أو مهندسا أو أستاذا جامعيا يحسب لك ألف حساب، وتعيش حياة مرفهة نافعة.
وسوم: العدد 794