السلطة هيَ هيَ .. وهيَ ، بصاحبها ، تكون غُنماً له ، أو عبئاً عليه !
السلطة : في كلّ زمان ومكان ، هي هي .. لا تتغيّر ! قد تتغيّر أشكالها ومراتبها ، لكنّها تظلّ سلطة ، وتظلّ لها أهمّية معيّنة ، في حياة البشر !
قد تقوى ، ويقوى تأثيرها ، بأصناف الممارسة ، وأنواع الممارسين ؛ فتصبح تسلّطا على البلاد والعباد .. وقد تظلّ بصورتها الأصلية ، التي وضعت فيها !
قد تكون ذات طابع : سياسي ، أو عسكري ، أو اجتماعي ، أو علمي.. !
وقد تكون على مستوى : رئاسة دولة ، أو إمبراطورية ، أو سلطنة ، أو خلافة .. تخضع لها دول عدّة ، وشعوب عدّة !
وقد تكون على مستوى : رئاسة وزراء ، أو وزارة .. كما قد تكون على مستوى : محافظة ، أو ولاية ، أو مديرية ..!
وقد تكون على مستوى : رئاسة عامّة ، لجهاز مخابرات ، أوعلى مستوى رئاسة فرع ، من فروع المخابرات ، أو أيّ جهاز أمنيّ !
وقد تكون على مستوى : رئاسة مخفر للشرطة .. كما قد تكون على مستوى : مختارية حيّ في مدينة ، أو مختارية قرية !
وقد تكون على مستوى : زعامة قبيلة ، أوعشيرة ، أو فخذ في عشيرة !
إلاّ أنها ، في كلّ الأحوال ، تظلّ سلطة ، وتظلّ تحمّل صاحبها ، مسؤولية معيّنة !
والأصل ، أن تكون المسؤولية ، مكافئة للسلطة ، التي يمارسها الفرد ، على مَن وُلّي عليهم!
وقد سمّيت السلطة ، بأنواعها ، تسميات عدّة ، أوأطلقت عليها ، أوصاف عدّة !
لقد سمّاها رسول الله ، رعايَةً ، وسمّى الخاضعين لها ، رعيّة ، فقال : ( كلّكم راع ، وكلّكم مسؤول عن رعيّته.. ) وبدأ بالإمام ، فسمّاه راعياً ، ورعيّته هي شعبه!
وقد ظلّ التنازع قائماً ، على مدى العصور، بين صاحب السلطة ، وبين رعيّته ! فهو يريد، أن يمارس سلطته ، بالطريقة التي يحقّق فيها ، المصلحة العامّة ، التي وُضعت السلطة لخدمتها .. وبعضُ من وُلّي عليهم ، يرون طريقته : غير مناسبة ، أو، لا تحقّق الهدف المطلوب !
وقد يرى بعض أفراد الرعيّة ، أن صاحب السلطة ، يوظّف سلطته ، لخدمة مصلحة شخصية، مادّية ، أومعنوية ، له ، أو لبعض المقرّبين منه !
وقد يرى بعض أصحاب السلطة ، أنها عبء عليهم ، فهم يحملون مسؤوليتها ، أمام الله ، وأمام الناس ، ويوقنون ، أنهم محاسَبون عليها ، في الدنيا ، أوفي الآخرة ، أوفي كلا الدارين! ولقد قال عمربن الخطاب : لو زلقت بغلة ، على شاطئ دجلة ، لخشيت أن يحاسبني الله عنها: لمَ لمْ أعبّد لها الطريق ؟
ويروى ، عن لويس الرابع عشر، أنه قال : الدولة أنا ! فقد ربط الدولة بنفسه ، وبالتالي ، ربط مصيرها ، بمصيره !
وهذا ما فعله ، قبلَه وبَعدَه ، كثير من الحكام المستبدّين ، ومايفعله ، اليوم ، كذلك ، في عصر الديموقراطيات ، كثير من الحكّام المستبدّين !
وقد رأينا ، في السنين الأخيرة ، بعض الحكّام ، دمّروا بلدانهم ، لأجل البقاء ، في السلطة ، لأنهم يرونها حقاً لهم ، ويرون كلّ مَن ينازعهم إيّاها ، خائناً ، أو مجرماً ، أو مخرّباً ، يجب قتله ، بلا رحمة !
ولله في خلقه شؤون !
وسوم: العدد 799