السعوديَّةُ القلَّعَةُ العَصيَّةُ

إنَّ دولةً أُسّست من أول يومٍ على تقوى الله تعالى وتوحيدِه وعدمِ الشركِ به سبحانه.. وأقامت حُكْمَ الله واتبعت شِرعتَه .. ورفعت راية :

لا إله إلا الله محمد رسول الله

وجعلتها عنوان هويتها ورمز عزتها وإشادة أمجاد أمتها .. لهي دولةٌ محفوظةٌ بحفظ القرآن الكريم .. ومحروسةٌ بِحَصَانة سُنة رسول الله خاتم النبيين والمرسلين صلى الله عليه وسلم .. أجل: فمن أول يوم لاستعادة مُلكِ آبائه وأجداده طلع على الناس من ينادي :

الحكمُ للِّه.. وَالمُلكُ لِعَبْدِ العَزيز

 فعرف النَّاس من أول يوم أنَّ إمامهم الذي مكَّن له ربه سبحانه وآتاه الملك ليسوس أمرهم .. ويصلح شأن دنياهم وآخرتهم .. قد جاءهم بشرعة الإسلام وهدي رسول الأنام وجعل ذلك أساسَ عَقْدِ الولاءِ والوفاءِ بينَه وبينَهم .. وأنَّهم معاً في طاعة الله وفي تطبيق شرعة الله والتزام قيمه السامية الخالدة .. لا تلومهم بذلك لومة لائم .. ولا يضرهم حقد حاقد .. ولا ينال من عزتهم ومكانتهم مكر ماكر ولا كيد كائد .. أجل فمن تترس وتتدرع براية : لا إله إلا الله محمد رسول الله .. فهو بذلك في حصن حصين وعرين متين منيع .. لقد صدقَ عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله تعالى - ربَّه جلَّ جلاله فصدقه ربَّه وعدَه : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) فقامت المملكة العربية السعودية .. وشمخت صروحها .. وتألقت في عطائها وبنائها وإبداعاتها .. فتحركت أما هذا المشهد الربَّانيِّ الحضَاريِّ الراشدِ .. أحقادُ قومٍ ماكرين فأوقدوا نيران بغضائهم وكراهيتهم يبغون الشر والسوء بدين الله ودولته الراشدة في الأرض ..فهاهم يتداعون من كل ملة ومن كل حدب وصوب .. وقد حشدوا كلَّ وسائلهم وعتادهم وتحالفاتهم .. يكيدون ويمكرون بها  وبخيريَّتيها والله سبحانه مانعها وحافظها .. وينذر الكائدين الماكرين الحاقدين بقوله الحق: (ولَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) ويهددهم بقدرته وجبروته التي لا يُضام معها أحدٌ قائلاَ سبحانه : (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) أجل: فالمملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ .. هي القلعةُ الشامخةُ المتينة العصية العزيزة بعزة الله وجبروته.. فيا أيها السعوديون ..ويا أيها العرب.. ويا أيها المسلمون .. كونوا مع دولة الإسلام والتزموا الأنموذج الحضاريِّ لإمامها المؤسس – طيب الله ثراها – تكونوا بخير وعلى خير ولا يأتي من دولتكم إلا خير.. والله غالب على أمره سبحانه.