التأريخ في اللغة..

قال كثير من مؤرخي العرب عن التأريخ بأنه تعريف بالوقت والزمان. وقد درج العرب في التأريخ لأحداثهم بالليالي لكون شهورهم قمرية لا شمسية. فهم يعبرون عن أول الشهر بالتعبير لأول ليلة من شهر كذا أو لغرته أو مستهله. وفي التعبير عن الليالي المنقضية بقولهم لأول ليلة خلت من صفر، أو لليلتين خلتا أو لثلاث خلون إلى عشر، ثم يقولون عما بعد ذلك لإحدى عشرة خلت إلى النصف، وبعد أن يتجاوز الشهر نصفه يقولون: لأربع عشرة بقيت إلى تسع عشرة ثم لعشر أو ثمان بقين إلى ليلة بقيت.

 فما مصدر كلمة تأريخ؟

اختلف اللغويون في أصل الكلمة، فمنهم من قال إن أصلها أرّخ تأريخًا بالهمزة، ومنهم من قال ورخ توريخًا.

ثمة من قال إن العرب أخذوا عن الفرس المصطلح (روز ماه) أي حساب الشهور وعربوه، وهذا التفسير غير مقبول لعدم وجود تشابه بين الألفاظ.

 أما المستشرقون فذكروا أن كلمة تأريخ/توريخ سامية قديمة، ف(أرخو) في اللغة الأكادية تعني القمر، وبتغيير منازل القمر تتغيير الأيام وبالتالي التأريخ، ودعموا هذا الرأي بأن كلمة (يرح) في اللغة العبرية تعني القمر. فقلبت الياء همزة وعليه المصطلح هو تأريخ، ومن قال إنه من (ورخ) قال توريخًا.

ولما كان تحديد الوقت والزمان مرتبط لدى العرب بالقمر فإنهم استعملوا كلمة تأريخ أو توريخ وهو تحديد الوقت . أما من اعتمد على التقويم الشمسي، فقد استعمل مصلح يوم، وسنة، بينما في المجتمعات الرعوية استعملوا (عام).

وسوم: العدد 805