السعيد مَن اتّعظ بغيره .. فماذا يسمّى مَن لمْ يتّعظ ، حتّى بنفسه !؟

قال تعالى

( ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دونَ العذاب الأكبر لعلّهم يرجعون) .

نماذج :

                                   (1) أبو جهل

 جُرح ، في معركة بدر ، فصعد ابن مسعود ، على صدره ، وبدأ يحزّ عنقه ، وهو يقول له: لقد ارتقيتَ مرتقىً صعباً يارُويعيَ الإبل .. خبّرني ، عن المعركة ، لمَن الغَلبة فيها؟

 فلمّا أخبره بنصر المؤمنين ، لم يعد يبالي بالقتل !

                                    (2) السادات

 قال ، عند قتله ، وحينما كان الرصاص ، يمزّق جسمه.. قال بدهشة: ما الذي يجري ، هنا؟

فقد أذهلته غفلته ، فيما هو فيه ، من بَهرَج السلطة ، وهَيلمانها .. عمّا يمكن ، أن يصيبه ، من قضاء الله !

                                   (3)  في الحرب الأهلية اللبنانية

  امتدت الحرب ، خمسة عشر عاماً ، وكان كثير من اللبنانيين ، يستغلّون الساعات ، التي يهدأ فيها القصف ، على بيوتهم وشوارعهم ؛ ليخرجوا ، إلى البحر، شبه عراة ، للسباحة !

                                     *

فهل يتعظ المجرمون ، اليوم ، بالإنذارات ، التي توجّه إليهم ، صباحَ مساءَ ؛ سواء ، أجاءت: على شكل كوارث طبيعية ، أم عمليات قتل ، لغيرهم ، ممّن هم على شاكلتهم .. أم جاءت: على شكل أنواع ، من البلاء : كالجراد ، والصراصير، وغيرها .. تتجوّل ، في مرابعهم ؛ كما ابتلى الله ، قوم فرعون .. إذ قال تعالى :

 فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ 

وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ۖ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ

 *فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ .

وسوم: العدد 807