طهّر قلبك وحكّم عقلك .. وانقُد ولا تُجرّح ، واشكر ولا تتزلّف !
همسة مودّة ، خاصّة بإخوة الصفّ !
بين الا حتلالات الدولية ، لسورية : لو جاءت الإخوان ، قيادة ، كالعشرة المبشرّين بالجنّة .. ماذا تستطيع أن تفعل ، بلا أيّ قرار مستقلّ : سياسي ، أوعسكري ، أو مالي ..!؟
لقد أسقط شعبُ مصر، حسني مبارك ، وانتخب الإخوان ، بأكثرية الأصوات ، وبطريقة ديموقراطية ، حرّة نزيهة ! لكنّ الإخوان ، لم يكونوا يملكون شيئاً، من عناصر القوّة ، في مصر: عسكرياً ، أو أمنياً ، أو اقتصادياً ، أو إعلامياً ..! بل كانت هذه ، كلّها ، بأيدي الدولة العميقة ! فماذاكانت النتيجة ؟ أُسقِط الإخوان ، بانقلاب عسكري ، ونُكّل بهم ، أشنع تنكيل ، وما يزال التنكيل مستمرّاً ، إلى اليوم ، وهذا ، كلّه ، مع استلامهم للحكم ، بصورة رسمية !
فماذا في أيدي إخوان سورية ، مع وجود بشار الأسد ، وعسكره ، وأمنه ، والاحتلالات المتنوّعة لسورية ، من قبل قوى عظمى ، دولياً ، وقوى عظمى ، إقليمياً .. ومع وجود قوى عسكرية ، مدعومة ، دولياً ، تقاتل ، باسم الإسلام ، مثل داعش ، والنصرة .. ومع وجود قوى سياسية متنوّعة ، مرتبطة بجهات دولية مختلفة ، ومفروضة على المعارضة السورية .. ومع شحّ الموارد المالية ، التي كانت جماعتنا ، تزوَّد بها ، من جهات مختلفة !؟
جماعتنا مشاركة ، الآن ، في سائر أنشطة الشعب وثورته : سياسياً ، عسكرياً، إغاثياً ، إعلامياً!
المجال العسكري : تولّته تركيا .. والسياسي : نمارسه ، ضمن الائتلاف ، ولا مصلحة للثورة ، بظهورنا الكبير فيه ؛ كيلا تُتّهم : بأنها إسلامية ! ولامصلحة لنا، في الاختفاء التامّ ؛ كيلا نُتّهم، بالتقصير، أو الجبن ! فوضعُنا الراهن ، مناسب ، تماماً ، لنا ، مرحلياً !
المأمول : أن يركّز المفكّرون ، لدينا ، على ماهو مُجدٍ ومُمكن ، مِن سدّ الثغرات الراهنة ، مثل: معالجة الأزمة المالية ، وتعزيز الصلة بتركيا ، والرقيّ بالتربية الإخوانية .. وغير ذلك من الأمور المحدّدة المقنِعة للإخوة ، جميعاً، والتي يمكن أن يسهم فيها، كلّ مستطيع ! مع تجنّب التفكير الجذري ، أو الانقلابي، وتجنّب إرباك تفكير الجماعة، بطرح مصطلحات، غير واضحة المعالم، حتى في أذهان حامليها : مثل: إعادة الهيكلة ، وفصل الدعوي عن السياسي.. ودمج الجماعة، في تيّار شعبي عريض .. وغيرها ! فهذا ، كلّه ، يضيع الوقت ، ويبلبل الصفّ ، ولا يجدي فتيلاً !
وثمّة سؤال مطروح ، على الإخوة ، الذين عاشوا المراحل السابقة ، كلّها ، منذ خروج الجماعة من سورية ، قبل أربعين سنة ، هو: ما الإنجاز الحقيقي ، الذي أنجزته أيّة قيادة ، من القيادات السابقة ، كلّها ، بمراحلها المختلفة .. قبل دخول البلاد ، في دوّامة الدم / عام 2011 /، ثمّ بعدها .. وقبل وقوع البلاد ، تحت الاحتلالات المختلفة .. أقول : ما الإنجاز الحقيقي ، الذي يُعَدّ إنجازاً ، يسجّل ، في تاريخ الجماعة ، وتَعتدّ به الأجيال ؟
فليطهّر كلّ أخ قلبَه ، وليحمد ربّه ، وليشكر إخوانه ، على قبولهم تحمّل المسؤولية الجسيمة ، التي يُسألون عنها ، في الدنيا ، ويوم القيامة ! فالمرءُ ، منّا ، ينوء ، تحت أعباء أمانته ، تجاه أسرته.. فكيف بمَن يحمل أمانة المسؤولية ، عن ألوف الإخوة ، مع أسرهم ، مشاركاً ، في حمل أمانة شعب كامل ، في سورية ، عبر أنشطة الثورة .. ويُسألُ ، عن هذا ، كلّه ، في الدنيا والآخرة !؟
وسوم: العدد 810