فصول السياسة .. فصول الحياة !

القمع حوّلَ الربيع ، شتاء قاسياً ، على الجميع .. ليُنتج ربيعاً أبهى ، وأشدّ خصباً !

قوى الشدّ العكسي ، فرحت ، بقمع الربيع ، كلّها : مَن كان في دول الربيع ، ومَن تعاون معها، من دول عربية ، مثلها ، ومن دول غير عربية ، في المنطقة ، وخارجها !

وأبرز هذه القوى :

الحكّام العبيد ، الذين نصّبهم سادتهم ، القابعون خارج بلدانهم !

أعوان الحكّام العبيد ، وعملاؤهم ، وأذنابهم .. والمستفيدون من وجودهم ، في الحكم !

حكّام آخرون ، وأعوانهم ، وعملاؤهم ، وأذنابهم ، وأبواقهم .. في الدول المجاورة  لهم ، ممّن يخافون : على مناصبهم ، أو على مصائرهم !

ومِن هؤلاء : الداعمون بالأموال الطائلة .. والداعمون بالسلاح والعتاد .. والداعمون بالإعلام، والنافخون في أبواقه .. وأصحابُ الصلات الوثيقة ، بالدول المتسيّدة ، في العالم ..

والدول المتسيّدة ، ذاتها، عبر حكّامها المنافقين، الذين يتظاهرون، بالحرص على الديموقراطية، وحقوق الإنسان ، ويتظاهرون ، بالنزعات الإنسانية ، والإشفاق على الضحايا الأبرياء ، الذين تسحقهم قوى الشدّ العكسي ، بذرائع مختلفة ، في الشوارع ، والسجون ، والمنافي !

فما حال الربيع ، ذاته ؟ وما مآلاته ؟

أمّا حال الربيع ، ذاته ، فيعبّر عنها ، واقعه على الأرض ! إنه  مازال روحاً حيّة ، وثّابة ، متحفّزة ، مصارعة ، متحدّية ! مازال ربيعاً ، مستقرّاً في القلوب ، وفي العقول ! فقيَمه السامية،  تحتل المشاعر الأبيّة الكريمة ، في سائر الدول ، التي هبّت فيها نسائمه .. وفي الدول المجاورة لها ، والمراقبة لتفاعلاتها ! إنها القيم النبيلة العليا ، التي لايكون الإنسان إنساناً دونها ، وهي : حرّية الإنسان ، وكرامته الإنسانية ، وحقوقه الأساسية ، في بلاده .. وشعوره الراسخ ، في أعماقه ، بأن حكّامه ، وأعوانهم ، وأتباعهم ، وأذنابهم ، وأبواقهم .. ليسوا أفضل منه ، ولا أعزّ شأناً .. ولا أكرم ، عندالله والناس ، منه !

وأمّا مآلات الربيع ، فهي : الخير والجمال ، والإحساس الغامر بالسعادة ، لمَن ضحّوا ، وينتظرون ثواب ربّهم .. ولمَن مازالوا يضحّون ، ويرقبون فجر الحرّية ، وثواب الله ! فمآلات هؤلاء ، هي مآلات الربيع ، ذاته !

وقسوة الشتاء ، الذي تلا الربيع ، هي قسوة مصطنعة ، مؤقتة ، على الشعوب التي صنعته !

أمّا قسوة الشتاء ، على قوى الشدّ العكسي ؛ فهي بالغة الشدّة ! فقد فضحت الرموز، التي لم يفضحها الربيع ، جميعاً ؛ رموز: البغي ، والخيانة ، والعمالة ، والضلال ، والهوان ! فضحت : معادنهم ، وأخلاقهم ، وضمائرهم ، وأقوالهم ، وأفعالهم ، وارتباطاتهم .. وأشكالَ انحطاطهم وعبوديتهم !

أهذا كلام عواطف ؟ لا .. هو محصّلة التأمّل ، في سنن الله الجارية ، والأمل بما عنده !

ولكلّ أجَل كتاب !

وسوم: العدد 813