الاستثمار الذي لا يخسر
هناك استثمار يجب أن لا نتوقف عنه في أي وقت من الأوقات، وأن لا نغفل عنه في أي حال من الأحوال.
ذلك هو الاستثمار في الأجيال وتربيتها على الدين والفضيلة والأخلاق وحب الحرية والعلم، وإبعادها عن الانحراف والغلو والخرافات.
هذا الكلام يكاد يكون مفهوماً للجميع، لكن المهم هو الثبات عليه وتطبيقه بوعي وإخلاص.
لدينا مؤسسات وجماعات همها السياسة، وأخرى همها البيئة، وأخرى همها التوعية بقضايا مختلفة...
لكن تربية الأجيال وتوعيتها يجب أن يكون هم المجتمع كله.
واقعنا المر الذي وصلنا إليه اليوم لم يكن أمراً طارئاً، ولم يحدث في ليلة واحدة.
بل هو خسارتنا المتدرجة للأجيال عبر مئات السنين.
والعودة بالأجيال إلى حال الصلاح والاستقامة لتغير هذا الواقع المر لن يكون عبر جهود أعوام قليلة من أفراد معدودين...
هو يحتاج جهوداً مستمرة واهتماماً ورعاية من جميع فئات مجتمعاتنا..
بل يجب أن يكون همنا الأول جميعاً.
المحاضن التربوية المختلفة يجب أن تكون همنا الأول والدائم.
ابتداء من الأسرة، حتى المدرسة ثم غيرها من مؤسسات التعليم والتدريب والترفيه.
وهذا الكلام ليس موجهاً لجالياتنا في الغرب فقط، بل لمجتمعاتنا في الشرق كذلك.
فالخرق متسع، والتحديات كبيرة، وكل مجتمعاتنا مستهدفه دون استثناء.
ولا بد من جهود توازي التحديات، أو تقاربها.
والجهد التربوي يحتاج صبراً جميلاً، لأن ثماره لا تظهر إلا بعد حين..
لكن ظهور أثره في المجتمع ينسيك كل التعب الذي بذلته، ويشعرك بفرحة غامرة.
المستثمر في الأجيال يصنع الأحداث ويغير الموازين، لكن بهدوء ودون ضجة وأضواء.
فليكن كل فرد منا لبنة في هذا الجدار، أو ليدعمه بما يستطيع.
والنتيجة تبقى على من لأجله نعمل وتوفيقه نرجو.
وسوم: العدد 817