الخيانة من أخسّ أنواع النذالة ، وأخطرُهاا: خيانة الأمانة !
في كتاب الله : (قالت إحداهما ياأبتِ استأجِرهُ إنّ خيرَ مَن استأجرت القويّ الأمين) .
في هذه الآية صفتان ، هما : القوّة ، والأمانة ! ولكلّ منهما اعتبار؛ فكلّ منهما ، تندرج ، تحت باب ، يختلف، عمّا تندرج تحته ، الصفة الثانية !
ونبدأ بالحديث ، عن الأمانة ؛ لأنها ، هي ، مدار الحديث ، فنقول : الأمانة أنواع ، وخيانتُها تتنوّع بتنوّعها! وتتفاوت درجاتُها ، بين : الخيانةِ الفردية ، والخيانةِ الجماعية(على مستوى: حزب ، أو قبيلة) ، والخيانةِ المجتمعية(على مستوى : مجتمع ، أو شعب ، أو وطن !) .
خيانة الأمانة الفردية : وهذه أوضح أنواع الخيانة ، وأبسطها ! وهي تكون ، بين شخصين ، أو مجموعة قليلة ، من الأشخاص ! وإطارها ضيّق ، وهو: أن يقوم شخص ما ، بخيانة أمانة ، أُسنِد إليه واجبُ حفظها ! وممّا يمكن أن تطاله الخيانة : المال ، بأنواعه .. ورعاية الأفراد : من أسرة ، أو طفل ، أو عاجز، أو شيخ..! فتضييع هذه الأمانة ، مع القدرة على حفظها، يُعَدّ خيانة ؛ سواء أمارس هذه الخيانة ، شخص واحد، أم أكثر!
خيانة الأمانة الجماعية : (حزب ، قبيلة ، مؤسّسة)! أمّا خيانة هذا النوع ، من الأمانة ، فتشمل أموراً عدّة ، غير المال ، ورعاية الأفراد ، وما هو في حكم ذلك ، منها: عدم حفظ أسرار الجماعة ، التي ينتمي إليها.. أو تسريبُ هذه الأسرار، إلى جهات غير الجهات المعنيّة بها .. ونحو ذلك !
خيانة الأمانة المجتمعية ، أو الوطنية ، وهذه تشمل ، إضافة إلى ماسبق ذكره : التجسّس على الوطن والشعب والمجتمع ، لمصلحة جهات مختلفة ، صديقة ، أو معادية ، أو محايدة .. لتحقيق مكاسب شخصية ، مادّية أو معنوية ، لمصلحة المتجسّس ، أو غيره ، من قريب ، أو صديق !
ويشمل هذه النوع ، من الخيانة الوطنية : بيع سلع ، للعدوّ، يتقوّى بها ، على وطن البائع ، أو شعبه ؛ كالسلاح، وغيره !
خيانة الثقة (ويمكن تسمية الثقة ، هنا : حسن الظنّ) ! وهذه تقع ، على صفات منوّعة ، غير الأمانة ، ومنها: القوّة – الصدق – الإخلاص – الفهم – الشجاعة – الغيرة – الإنصاف – المروءة ( بسائر الصفات النبيلة ، التي تندرج في إطارها ) !
ثقة فردية : وهذه قد تكون ، بين أفراد قلائل ، فيخيّب فردٌ ، ثقة فرد آخر به (أيْ : ظنّه الحسن ، واطمئنانه ، إلى هذا الظنّ !) .. أو تخيّب مجموعة أفراد ، ثقة فرد ، أو مجموعة أفراد !
وما ينسحب على هذه ، ينسحب ، على أنواع الثقة المختلفة ، من : حزبية ، وقبَلية ، ومؤسّسية ، ووطنية !
وسوم: العدد 818