ما المجتمع الدولي ؟ ومن يحرّكه ؟ وكيف يتحرّك ؟
ما المجتمع الدولي : كثر الحديث ، عن مصطلح ( المجتمع الدولي ) ، حتى صار مضغة ، في بعض الأفواه، وسُبحة على بعض الألسن ! ولا أحد يعرف حقيقته ، بالضبط ! وربّما كان هذا الغموض ، في المصطلح ، مقصوداً ، لذاته ؛ كي يبقى العاجزون ، يردّدونه ، آملين منه خيراً ! وكي تظلّ الثعالب والذئاب ، تنهش أجساد الأبرياء والضعاف والمغفّلين .. وتنهب أموالهم ، وتتحكّم بمصائرهم ، ومصائر دولهم ، وترتكب أشنع الجرائم، بحقّهم ، بصورة مباشرة ، أوعبر وكلاء محلّيين ، يُسمّون حكاماً لشعوبهم .. ثمّ تلقي مسؤولية التقصير، عن ردع المجرمين ، أو التصدّي لهم ، على كاهل المجتمع الدولي !
فما المجتمع الدولي ، على وجه اليقين ؟
أهو منظمة الأمم المتّحدة : التي تضمّ ، تحت مظلّتها ، أكثر دول العالم : المتمدّن منها والمتخلّف .. الغنيّ منها والفقير .. وفي سائر القارّات ! وهي المنظمة التي أنشئت ، بعد الحرب العالمية الثانية ، بديلاً عن عصبة الأمم ، التي أنشئت ، بعد الحرب العالمية الأولى !؟
أهو مجلس الأمن : الذي صُمّم ، بعد الحرب العالمية الثانية ، وهو فرع ، من فروع منظّمة الأمم المتّحدة ، إلاّ أنه يتحكّم ، بالقرارات الهامّة ، عبر خمس دول ، هي الدول التي انتصرت ، في الحرب العالمية الثانية ، تضاف إليها دولة الصين الشعبية ، التي أدخلت عضواً دائماً، بديلاً عن الصين الوطنية.. ولكلّ من هذه الدول الخمس، حقّ الفيتو، أيْ : حقّ الاعتراض ، على أيّ قرار، وتعطيله ؛ إذا رأته مخالفاً لمصالحها ، أو توجّهاتها !؟
أهو المنظمات والمؤسّسات ، الدولية والإقليمية ، التابعة للأمم المتّحدة ، والتي تغطّي سائر المجالات : الثقافية والاقتصادية والصحّية .. وغيرها !؟
أهو الولايات المتحدة الأمريكية ، وأوروبّا ، وسائر الدول الغنية والقوية ، في العالم ، المتحكّمة ، بصورة مباشرة، وغير مباشرة ، بالقرارات الدولية ، وبالاقتصاد العالمي !؟
أهو مجموعة من تجّار السلاح ، في أمريكا ، وهي المجموعة المتغلغلة ، في المؤسّسات ، المهيمنة على القرار الأمريكي : عسكرياً ، وسياسياً ، وأمنياً ، واقتصادياً ..!؟
أهو منظمة الآيباك الصهيونية ، في أمريكا ، المتحكّمة في الإعلام الأمريكي ، والاقتصاد الأمريكي ، وذات النفوذ الكبير،على صنّاع القرارات ، في أمريكا، ومعها الإنجيليون الأمريكان، الخاضعون لتوجيهاتها وإملاءاتها؟
من يحرّك المجتمع الدولي : ما القوى المحرّكة ، للمجتمع الدولي ؟ وما مفاتيحها ؟ وما المؤثّرات فييها ، وفي قراراتها وتوجّهاتها !؟
كيف يتحرّك المجتمع الدولي : ما الاتجاهات ، التي يتحرّك فيها المجتمع الدولي ؟ وما آليّات تحرّكه ، وآليّات تحريكه ؟ ولحساب مَن يتحرّك ، أولمصلحة مَن !؟
هذه الأسئلة ، كلّها ، بحاجة ، إلى أن يجيب عليها ، البائسون ، الحالمون بمناصرة المجتمع الدولي ، لقضاياهم العادلة ! أمّا الثعالب والذئاب ، المستفيدة من غموض المصطلح (المجمتع الدولي) ، فلاينتظر منها عاقل ، إجابة شافية !
وسوم: العدد 821