مستقبل هذه اللغة

جاويد أحمد من الهند

سادتي الأفاضل السلام عليكم

لو سمحتم، أريد أن أعبر عما يجول في نفسي من خواطر حول مستقبل هذه اللغة، ومن الكرام ترجى المسامحة.

كنا نخشى على الأدب العربي لقلة عناية العرب بالفصحى في عصر (القوميات العربية) وتعود الطمأنينة إلينا إذ نجد  محاولات جادة من قبل الشعراء والأدباء أمثالكم تضيف إلى الأدب ثروة ملحوظة، فنحن نهنئكم ونشكركم على ما تقدمونه للأدب العربي من ثمار مواهبكم ومجهوداتكم

ولكن ما زال القلق موجودا فيما يتعلق بالنهضة اللغوية في مجال البحث العلمي والتعليم، فينبغي أن تجتهدوا ليل نهار لتطوير اللغة العربية لتكون لغة البحث العلمي ولغة كل العلوم والفنون وإلا ستتراجع ـ لا سمح الله ـ مثل الأردية التي ظلت اللغة التعليمة إلى المرحلة المتوسطة ولم تنهض بها دولة باكستان فقام بعض الناس وطالبوا بإلغائها كاملة في دوائر التعليم إلا حصة واحدة تدرس كل يوم لا تسمن ولا تغني من جوع.

والقاعدة هي إذا لم يجد طالب ما للغته شأن في مجال العلم والبحث العلمي ويكون حضورها ضئيل جدا في المرحلة الثانوية والجامعية تقل خطورتها عنده وفي أحسن الأحوال تتراوح شخصيته بين قبولها ورفضها لانقسام حاد يعتري لنفسيته فالطالب العربي مضطر إلى  نطق أغلب المصطلحات العلمية باللغات الأجنبية والشعب العربي من المشرق العربي إلى المغرب العربي يضيع أوقاته الغالية في تفضيل الإنجليزية والفرنسية في مجال التعليم تاركا لغته ورائه ظهريا

فمع جانب الأدب والشعر ينبغي أن يولي صفوة العرب اهتماما بالغا بتطوير هذه اللغة لتصلح كل المستويات التعليمة والعلوم الطبيعية والتجريبية كي لا ينظر إليها المثقف العربي بعين الاحتقار بحجة معقولة بأنها لا تواكب عصر العلوم والتكنولوجيا، ونحن واثقون بأن هناك أناس مخلصون يستطيعون أن يقوموا بهذا العمل الجبار وأن يكرسوا جهودهم لأجل هذا الهدف السامي خارج نطاق مجامع اللغة.العربية

مع أطيب التمنيات 

أخوكم في الدين

جاويد أحمد من الهند

وسوم: العدد 822