حضارة المعتقلات في البلاد العربية..
اعزائي القراء...
يقول لك متفلسف بربطة عنق جميلة (وبدلة رمادية) تدل على تذبذبه، وشعر مصفوف وسيكار هافاني بين إصبعيه :يا اخي ..ياعزيزي ... لماذا هذا الربيع العربي وكنا عايشين؟.
لدينا كشعوب عربية الف جواب وجواب على هذا السؤال .
ولكن السؤال الأهم : لماذا لم تطالب الشعوب العربية بربيعها العربي منذ عشرات السنين ؟
اخواني الأعزاء ...
كما نعلم لكل امة لها تكنولوجيا تفاخر بها الامم الاخرى ، فهذه امة تخصصت في معالجة الأمراض المستعصية، وهذه امة تخصصت في تكنولوجيا الحاسوب، وهذه امة ثالثة تفوقت في صناعة تكنولوجيا الطائرات ، وهذه امة رابعة اخترقت الثقب الفضائي الاسود. ولكن شهادة للتاريخ فأمتنا العربية بحكام اليوم لم تشذ عن الاخرين بخصوصية تكنولوجيتها.
ولكن اي تكنولوجيا يملكها هؤلاء الحكام؟ ، أليسوا هم من هجر العلماء من كل الاختصاصات ودفعوا بهم الى خارج الاوطان دفعاً، بينما لم يتركوا لنا داخل هذا الوطن سوى عملائهم المتخصصين بالقتل وحراسة تكنولوجيا المعتقلات.؟
تسألهم عن هذه المعتقلات فيجيبون: هي ليست للشعوب هي فقط لحجز الارهابيين بها فنحن نبني هذه المعتقلات لراحة الشعوب!!!!.
انها معتقلات متطورة مازال البناء فيها مستمر ...
و اسألوا اهل سوريا ومصر...
الجميع يتبارى في بنائها واستيراد وتصنيع ارقى التكنولوجيا في التعذيب لنزع الاعترافات . لايهم الغرب وعملائه الوسيلة المستخدمة في نزع الاعترافات ، المهم ان يعترف المعتقل بقيامه بعمل ارهابي ويوقع عليه وياخذ بعد ذلك هذا الحاكم العربي وثيقة عالمية تثبت محاربته للإرهاب. فهذه التكنولوجيا هي الوحيدة الباقية التي نشهد لهم بها.
فهذا نظام العصابات السوري استخدم حتى المدارس في العطل الصيفية لحشر المعتقلين فيها بعد ان زاد (الانتاج )لديه وعجزت المعتقلات عن تلبية حاجته .
فأغدقت ايران عليه من الاموال لزيادة اعداد معتقلاته ، ولكن عندما افلست ايران والنظام استوردوا بسعر زهيد محارق خاصة، فسهل عليهم نثر الرماد في السهول والقفار فوفروا مالاً وحاولوا بذلك اخفاء جرائمهم ولن يفلحوا بذلك ابدا..
ولكن علينا ان نقر ببراعة النظام السوري عندما بنوا لنا سجن صيدنايا على هيئة إشارة سيارات مرسيدس الألمانية ، فاثبت بذلك النظام تقدمه لاول مره على تكنولوجيا الألمان.
اعزائي القراء...
اذا سألت سكان كل دولة عن أسماء مستشفياتهم المتقدمة ،فانا متأكد انهم سيعجزوا عن الإجابة لعدم توفرها ، ولكن اذا سألتهم عن اسماء المعتقلات في بلادهم ذكروا لك العشرات .
اذا كتبتها لكم فستأخذ مني صفحات ولكن تعالوا نذاكر معاً رموزها:
معتقل صيدنايا السوري الشهير مزود بأجنحة خاصة لحرق المعتقلين..
معتقل بوسليم الليبي والذي مازالت جدرانه مصبوغة بلون دماء الابرياء حتى الان منذ ايام (الاخ العقيد )
معتقل ابو غريب العراقي الذائع الصيت منذ ايام الاحتلال الامريكي وحتى الان يقدم خدماته المجانية لزواره
معتقل كوبر السوداني والذي زاره كل سياسيي السودان بلا استثناء.
معتقل ابو زعبل المصري تاريخ اسود مظلم من يقترب منه ينجذب داخله كما تجذب الثقوب السوداء النجوم ، والأخبار اليوم تشير الى ان السيد السيسي بدأ يضيف الى سجونه سجوناً جديدة تتسع ل ٩٠٠٠٠ بريء جديد .
معتقل الحائر السعودي وبدأت شهرة السجون السعودية حديثاً بعد ان أضحى نزلاء هذه السجون من النساء والعلماء .
معتقل بئر احمد الإماراتي ،
معتقل الحراش الجزائري وسيبدأ نشر مسلسله قريباً .
اعزائي القراء...
المؤسف بل المؤلم أننا نغادر أوطاننا الى بلاد الغرب حكاماً ومحكومين لنتعالج في مستشفاياتهم .
ولكننا نجبر على الخوف والمكوث داخل اوطاننا ليمتعنا هؤلاء الحكام بتكنولوجيا السجون والمعتقلات
وهذا ما افلح به حكام العرب .
وسوم: العدد 822