الفعل الأخير بأيدينا فلا يحك جلدك مثل ظفرك!!

روسيا بهجمتها البربرية والوحشية على ريف حماة وريف ادلب والشمال السوري المحرر في المنطقة المنخفضة التصعيد بموجب اتفاق سوتشي الموقع بين موسكو وتركيا، مُوقعة المئات بين قتلى وجرحى من المدنيين وتدمير البنى التحتية والمستشفيات ودور العلم والعبادة، وفرض الهجرة على مئات الآلاف من المواطنين الأبرياء الذين هم بالأصل هجّروا من مناطق سورية أخرى، أجبرتهم قوات مجرم الحرب بوتين ومعممي خامنئي البغاة على الرحيل منها، بهدف التغيير الديمغرافي لتلك المناطق لصالح النظام السادي الذي يحكم دمشق، دون أن تعلن موسكو عن أهدافها من هذا العدوان الغاشم، ودون أي استفزاز من الجيش الحر.

وبعد انتظار خرج علينا مسؤول أمريكي هو المبعوث الرئاسي الأمريكي في التحالف الدولي ضد داعش وفي الملف السوري هو "جيمس جيفري" ليكشف لنا أسباب موسكو في حملتها البربرية التي تشنها على ادلب مع ميليشيات أسد الطائفية على المنطقة منزوعة السلاح (العازلة) بريفي حماة وإدلب.

وقال جيفري في حديث أدلى به لصحيفة الشرق الأوسط نشرته يوم الجمعة 10 أيار الحالي، إن موسكو أبلغت واشنطن أن الهجوم على إدلب "سيكون محدوداً" لوقف استهداف "هيئة تحرير الشام" لقاعدة حميميم الروسية قرب اللاذقية، مضيفا أن الإدارة الأمريكية ستصعّد الضغط إذا استمر الهجوم العسكري على شمال غرب سورية.

إنه العهر السياسي المتناغم بين كل من أمريكا وروسيا تجاه الضحية سورية التي ذاقت وتجرعت من الكأس الروسية والأمريكية ما لم يخطر على بال بشر من الآلام والجراحات فماذا نحن فاعلون؟

الفعل الأخير هو بأيدينا فلا يحك جلدك مثل ظفرك، علينا تجديد شباب الثورة وحيوتها والانطلاق بها حيث بدأت لا تعرف الفرقة ولا التناحر ولا التنابذ ولا المناطيقية أو الإيديولوجيات أو الحزبية ونعود يد واحدة، والابتعاد عن كل ما يفرق بيننا والذي يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، فالوطن المستباح واحد والجسد المذبوح من الوريد إلى الوريد واحد.

ولدينا شخصيتنا المتفردة الواحدة فلا نكون أداة استنساخ لهذا أو ذاك يتاجر بنا ويحقق أجندته على حساب دمائنا وأرضنا وثرواتنا ومعتقداتنا.

فمن المعيب أن يكون الروس والروافض والمرتزقة أصدق وأكثر تضحية منا في سبيل قضيتهم الباطلة التي تقوم على ذبحنا وتخريب بلداننا واحتلال أرضنا ونهب ثرواتنا، ومن المعيب أن يترك الروس والروافض والمرتزقة أرضهم وديارهم وأموالهم في سبيل ما يسعون إليه من أجندة لا تقرها شرائع السماء والأرض، ونبقى نحن على تفرقنا وتنابذنا وتناحرنا وتأخرنا عن المبادرة إلى لمّ الصفوف وشحذ الهمم والتعالي على الجراح للدفاع عن النفس والأرض وكل شرائع السماء والأرض معنا؟

القلة المتبقية من فصائلنا المقاتلة الذين يحملون السلاح ويتصدون للعدو الغاشم بالقليل الذي بأيدهم هم قوة لا يستهان بها إذا كانت على قلب رجل واحد، فهؤلاء الصهاينة عندما اجتاحوا الجولان عام 1967 رفعوا يافطة كتب عليها (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) فما بالنا نحن.. ونحن من خصنا الله بهذه الآية نخشى من عدد العدو وعدده؟

علينا التلاحم قوى سياسية وقوى عسكرية ونضع نصب أعيننا عدوا واحدا هو بشار الأسد ونظامه وكل المدافعين عنه من قوى الشر والإجرام والبغي، ونعد ما استطعنا لذلك سياسيا واقتصاديا وعسكريا، دون الاعتماد على أحد فلا يحك جلدك مثل ظفرك، ضمن خطة محكمة التنظيم وفينا القادة العسكريون والمفكرون والسياسيون والخبراء الاقتصاديون، وإذا ما تحقق لنا ذلك فإن العالم كله سيعترف بثورتنا ويقف إلى جانب الحق الذي ثرنا لأجله، وعندها فقط ستتحقق فينا الآية الكريمة (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله). 

وسوم: العدد 824