فلسطين ليست للبيع والتجارة
ان القضية الفلسطينية هي قضية نضالية وكفاحية عادلة والشعب الفلسطيني هو جزء من الامة العربية وفلسطين هي جزء من الوطن العربي ، ولا يمكن ان تكون القضية الفلسطينية مجرد قضية انسانية او ان يتحول الشعب الفلسطيني الي شعب يبحث عن المساعدات العينية او ان فلسطين للبيع والتجارة كما يحاول الاعلام الامريكي والإسرائيلي ابرازها والتعامل مع القضايا الخاصة بالشعب الفلسطيني وتصويرها امام العالم كقضايا مساعدات انسانية من خلال ادواتهم الاعلامية التي تخدم هذا الهدف .
ان فلسطين لا يمكن استنساخها .. فلسطين هي ارض فلسطينية لا تقبل القسمة او الجمع او التهويد وان شعب فلسطين هو شعب مناضل من اجل حقه السياسي وحريته ، وان فلسطين لم تكن يوما ما قضية انسانية بل هي وطن منهوب ومسروق ووطن يباع في سوق النخاسة والردة وارض محتلة ومسيطر عليها بالقوة وتخضع للاحتلال العسكري الاسرائيلي ووقع عليها الظلم التاريخي .
انه من العار على هؤلاء التجار ومن يحاولون تسويق صفقة العصر وتحويل القضية الفلسطينية الي قضية انسانية حيث يخططون ويدبرون ويصرحون ويتاجرون في فلسطين عبر الهياكل الهزيلة المتصنعة والمدعومة من الاحتلال الاسرائيلي فى محاولة بائسة منهم لتسويق صفقة القرن .
أن فلسطين الدولة المستقلة والتي تخضع للاحتلال الاسرائيلي لا يمكن أن تختزل بفعل بعض التصريحات المتآمرة على شعب فلسطين والمؤامرات التي تحاك في اروقة السياسة الامريكية الاسرائيلية وإيجاد هياكل عميلة مأجورة لتسويق صفقة القرن ولا يمكن أن ينالوا من وحده شعب فلسطين المناضل الصامد ولا اهلنا المرابطين في القدس .
أن شعب فلسطين يشكر المواقف التاريخية المشرفة لحكومة الاردن ومواقف جلالة الملك عبد الله بن الحسين ملك الاردن علي دعمه المطلق والمستمر لنضال شعب فلسطين وخياره في الاستقلال والدولة ومناصرته في تقرير مصيره ونيل حريته وتوحيد طاقاته فشعب فلسطين هو شعب صامد مرابط علي ارضه ومتصدي لكل اشكال العدوان ومؤامرات الخونة والعملاء تجار الاوطان ولا يمكن لهذه المؤامرات التصفوية الهادفة الى اضعاف البنية الاجتماعية والوطنية للشعب الفلسطيني وتدمير مقومات صموده ومحاولة القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية التي هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب فلسطين فى جميع اماكن تواجده ان تمر علي شعب فلسطين والأمة العربية فالدولة الفلسطينية هي دولة معترف بها من قبل الامم المتحدة والعالم اجمع والتي تتجاهلها السياسية الترامبية الامريكية الجديدة الساعية الى محاولة تصفية القضية الفلسطينية العادلة وتحويلها لقضية انسانية .
أن هناك مواقف دولية متباينة بشان القضية الفلسطينية وبات العالم اجمع يعترف بالدولة الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطينية وأن ما يلفت النظر هو موقف الولايات المتحدة الامريكية وإدارة الرئيس ترامب حيث يصرون على عدائهم للشعب الفلسطيني وامتناعهم عن دعم قيام الدولة الفلسطينية ومحاربتها فهذا الاجحاف التاريخي والظلم لشعب فلسطين، لا يمكن ان يستمر وحان الوقت ان يتوقف وان يقول العالم كلمته وان لا يبقى الدعم الدولي منحاز الى دعم الكيان الاسرائيلي .
إن التاريخ سيسجل هذا الظلم الامريكي المستمر وتلك المواقف الامريكية ضد الشعب الفلسطيني ولا يمكن لأحد ان ينسى هذه المواقف مهما طال الزمن ولن ينسي الشعب الفلسطيني هذا الظلم وهذا العداء ونحن نقولها وبصوت عالي لا نريد أصواتكم ولا نريد اعترافكم .. فلسطين الآن واقع نلمسه .. والعالم كل العالم يعترف بفلسطين إلا أنتم أعداء الإنسانية وقتلت السلام .
انه حان الوقت لتوحيد الجهود الدولية الداعمة للسلام والمناصرة والمؤيدة للحقوق الفلسطينية من اجل دعم قيام الدولة الفلسطينية وتعزيز المواقف السياسية والقانونية والاعتراف بدولة فلسطين وان ترفض المنظومة الدولية الاحتلال والاستيطان الاسرائيلي ، وأن يتم تصويب المواقف السياسية وتجنيد الموقف الدولي من اجل رفع الحصانة عن إسرائيل ومحاسبتها ودعم المبادرات الفلسطينية والعربية الهادفة الي تحقيق سلام عادل وشامل بالمنطقة مبني على استعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة ، لاسيما أن شعبنا الذي تعرض لظلم تاريخي مجحف يقف اليوم على إحياء الذكرى الواحد والسبعين للنكبة، ولذلك ندعوها إلى تصحيح هذا الخطأ، والاعتراف بدولة فلسطين باعتباره أحد شروط حماية حل الدولتين التي تنادي بتحقيقه .
ان شعب فلسطين يرفض كل محاولات الابتزاز الامريكي والإسرائيلي ويرفض المال السياسي المشبوه الهادف الى تحويل القضية الفلسطينية لقضية انسانية وإن خيار الدولة الفلسطينية المستقلة هو خيار الشعب الفلسطيني وقد عمد نضال شعب فلسطين بالدماء والتضحيات العظيمة عبر مسيرة طويلة شاقة من النضال وكان خيار الدولة الفلسطينية وإقامتها هو خيار كل الشرفاء من خلال مسيرة التضحية والفداء التي تواصلت منذ اكثر من مائة عام وكانت منظمة التحرير الفلسطينية هي حامية النضال الفلسطيني والمحافظة على وحدة هذا الشعب وأرضه متصدية للاحتلال ومحبطة مؤامرات التصفية والتبعية والاحتواء حيث لا يمكن بأي شكل من الاشكال تجاوز المنظمة وان أي اشكال للتجاوز يعني تجاوز الشعب الفلسطيني .
الحرية للشعب الفلسطيني والنصر لدولتنا والوحدة كل الوحدة لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعب فلسطين .. لنعيش أحراراً رافضين للاحتلال فوق أرضنا .. لنعيش بحرية وشرف وكرامة وفداء وعزة .. ولتبقى فلسطين هي سيدة الموقف وهي البوصلة والخيار الوطني .. لنستمر في حشد الجهود الدولية وخاصة علي الساحة والأوروبية من اجل فلسطين والدولة المستقلة وليكن هدفنا الوطني هو انجاز اهداف الثورة الفلسطينية المتكاملة .
لتتحد كل القوى الفلسطينية خلف القيادة الفلسطينية وتدعم الموقف الفلسطيني الوطني في تحقيق الانتصارات الفلسطينية الدبلوماسية وخاصة في الساحة الاوروبية من أجل الحفاظ على وحدة شعبنا ومصيرنا من أجل دولتنا الفلسطينية المستقلة لتعيش ولتبقي فلسطين حرة عربية مستقلة .
وسوم: العدد 826