ملالي طهران والتراث العدواني للعرب

على ضوء التحشدات العسكرية الأمريكية في المنطقة ضد إيران يسعى حكام ايران لافتعال حرب مع الدول العربية. من أحد الأسباب لهذا التوجه الفارسي، بالإضافة إلى اسباب أخرى طبعا، يكمن في حقيقة المزاج العام السائد في الأوساط الشعبية الإيرانية والفارسية على وجه الخصوص . فالعداء للعرب متاصل وذو جذور تاريخية في بعديه القومي والديني المذهبي، وكذلك العقيدة القتالية التي تدرس في المدارس والجامعات و في الجيش الايراني وفي مؤسسات الدولة الإيرانية مبنية حتى هذه اللحظة على ازلية العدو العربي، وليس كما يتوقع البعض، العداوة لاسرائيل او الولايات المتحدة الأمريكية او الشعوب الغربية.

حسب دراسات أجريت حول الرأي العام السائد في ايران أظهرت ان اكثر من 80% من الإيرانيين يكنون الاحترام والتقدير للولايات الأمريكية. وكذلك الأمر للشعوب والدول الغربية. 

فإن اظهار الصراع مع احد الدول العربية، كالعراق او السعودية مثلآ هو أكثر قبولا في الأوساط الشعبية الفارسية منه لو ان الصراع والحرب ظهر بشكل واضح مع الولايات المتحدة الأمريكية. فالعداء مع إسرائيل ومع الغرب ضعيف جدا وغير مجمع عليه في الأوساط الشعبية والنخبوية الفارسية والايرانية، لكن العداء مع العرب مجمع عليه وذو صبغة ازلية. 

ففي رغبة وهدف مدروس من قبل حكام ايران في توحيد الصفوف خلف القيادة السياسية الحاكمة في إيران يعمل ملالي طهران كل ما في وسعهم لافتعال حرب مع احد الدول العربية المجاورة لكسب ود الجماهير الإيرانية، وخاصة الفارسية منها، المعبئة اصلا ضد العرب وضد كل شيئ له صلة بالعرب.

فالاستفزازات الإيرانية ضد المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية هي ذات أبعاد اجتماعية وسياسية تستند بالاساس على حقائق ومعطيات قائمة في ايران واضحة المعالم.