عام الفيل..
هو العام الذي ولد فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وكان الفيل في تلك الأيام الدبابة القوية التي تهرب منها الخيول، ويخشاها الناس.
وأصحاب الفيل هم الأحباش الذين استعمروا اليمن يقودهم أبرهة الأشرم.
لُقّب بالأشرم لأنه كان مشقوق الشفة العليا.
بنى أبرهة كنيسة في اليمن، وطلب من العرب الحج إليها بدلاً من الكعبة التي بمكة.
ولكن أحد العرب قعد في تلك الكنيسة ولطخها بالعذرة.
فاستشاط أبرهة غضبًا وسار في جيش لجب إلى مكة ليهدم كعبة العرب الأولى.
وكان على رأس الجيش الفيل.
فلما وصل إلى قريب مكة جاءه جد الرسول صلى الله عليه وسلم عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، فأحسن استقباله، وسأله عن مطلوبه، فقال عبد المطلب: أعد إليّ إبلي .!
فاستغرب أبرهة وقال له: ظننتك جئت تطلب مني أن لا أهدم الكعبة.! فردّ عليه عبد المطلب: أما الإبل فأنا ربها، أي صاحبها، وللبيت رب يمنعه ويحميه.
وجه أبرهة جيشه نحو الكعبة بغية هدمها لكن الفيل الأكبر برك وأحجم، فكانوا إذا وجهوه نحو اليمن قام يهرول. لقد سمى العرب هذا الفيل باسم محمود، لأنه امتنع بمشيئة الله من الاقتراب من الكعبة.
لقد خاب مسعى أبرهة إذ أرسل الله على جيشه طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول.
اختلف المفسرون فمنهم من فسر الطير بأنها ذباب يحمل فيروسات فتكت بالجيش الحبشي وقد تبنى هذا التفسير سيد قطب.
ومنهم من تمسك بالمعنى الحرفي لما ورد في سورة الفيل.
إن كلمة سجيل مكونة من كلمتين الأولى سنك وتعني الطين وجل ومعناها المتحجر.
يبدو أن هذه الطير حطت في البداية على مستنقعات في السودان وحملت على رجليها طينًا تحجرأثناء اجتيازها البحر الأحمر.
وتوجهت إلى جيش أبرهة فحطت عليه لوجود العلف والروث.
أصيب الجيش الحبشي بمرض الجدري. يقول الطبري في تفسيره إن بعض أهل مكة أصيب في ذلك العام بالجدري.
فتك الجدري بالجيش الحبشي. وهذا لا يتعارض مع فكرة المعجزة.
والجدري مرض خبيث يسبب الدمامل وتقطع لحم الإنسان.
وقد شبه الله ذلك بالعصف المأكول، أي بالعشب أو القش الذي أكلته البهائم فراثته.
والتشابه كبير بين الحالتين.
الربط بين مولد النبي صلى الله عليه وسلم وعام الفيل يقودنا إلى الفكرة أنه لولا معجزة الله لما ظهر الإسلام في بلاد العرب.
وسوم: العدد 826