عبقرية الثبات

أمر يدعو إلى الوقوف والتأمل كيف لرجل  العيش والصبر وحيداً لمدة ست سنوات بين جدران زنزانة كئيبة، ويثبت ثبات الجبال الرواسي وتعرض عليه الدنيا فيأبى ويعرض عليه العفو الصحي فيرفض ويرد بأنه ماضٍ في طريق سيدنا عثمان ويلقى الله في نفس اليوم الذي استشهد فيه ذو النورين، لقد مكن الله لهذا الرجل ثباتاً كشف عورات الكثير......

فلقد انحنى الجميع بل سقطوا حتى في القيم والمروءة والأخلاق!!

انحنى الجميع أمام المصالح وأمام الكراسي وأمام لعاعة من الدنيا لاتسمن ولا تغنى من جوع!! 

- سقط حزب النور سقوطاً مدوياً في عين كل حر شريف وفى عين كل مصري طيب كان يرى في اللحية والجلباب عنواناً للتدين، وإذا بها أصبحت فيهم عنواناً للتملق والنفاق والغدر والخيانة إلا من رحم الله عز وجل.

- سقط العلمانيون والليبراليون وكفروا بالديمقراطية التى أفصحت عن وجهها المزيف االقبيح  ... ديمقراطية عفنه لا ترى إلا الحقد والكراهية على الإسلام وعلى من يريد الحكم به.

- سقط المتلونون أصحاب الوجوه المموهة  الوجوه المتقلبة الغير ثابتة إلا على المصالح ومن هو موجود في سدة الحكم ومعه الجاه والسلطان. 

- سقط المحايدون الذين لا رأى ولا موقف .. باهتون  .. لا يمثلون إلا الهمل والكثرة واللاشيء في المجتمعات. 

- سقط الخائفون أصحاب " أمشى جنب الحيط " فخر عليهم السقف من كل مكان  وضاع مع هذا الخوف ما تبقى من أمل أن يكونوا رجالاً لا يقبلون الضيم ولا ينزلون على رأى الفسدة.

نعم سقط كل هؤلاء ........... كل بما يناسبه من سقوط وثبت الجبل الأشم الرئيس الدكتور محمد مرسي ومن ناصره من الأحرار أهل المروءة والعزة والكرامة!!

- ثبتوا على الحق حتى لو كلفهم هذا الثبات الأرواح والمهج والأولاد والأموال.

- ثبتوا في أنهم علموا العلمانيين بل علموا العالم كله معانى الحرية والديمقراطية فلم يقصف في عهد الدكتور محمد مرسي قلم ولم تغلق قناة وبات الناس " كل الناس " في بيوتهم آمنين مطمئنين.

ثبتوا في اختبار عقدتيهم وعلموا من تشدقوا بمعاني الولاء والبراء – كيف يكون الولاء والبراء حتى على أعواد المشانق لا تمسحاً بتواضروس ولا بتقبيل بيادة العسكر!!

ثبتوا وثبت رئيسهم المحترم وأصبح رمزاً هو ومن معه يتحاكى بهم شرفاء العالم في التضحية والثبات والنزاهة وطهارة اليد.

لقد بات الأمر واضحاً لا لبس فيه أن 30 يونيو كانت وهماً من إخراج خالد يوسف. المضحى به بعد أداء المهمة!!

لهذا لا ينبغي لكل شريف حر أن ييأس أو يفقد الأمل

ومن كان ينتظر الفرج بخروج الدكتور مرسي، فإن الفارج الله الحي الذي لا يموت 

وعد الله " إن تنصروا الله ينصركم " 

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

وسوم: العدد 831