التكوين العكسي

التكوين العكسي هي حيلة يبدي فيها الشخص أحاسيس مغايرة لمشاعره الحقيقية. معظمنا قد يعرف شخص ونعرف بأنه يكرهنا, ولكن دائماً يتصرف وكأنه احد أفضل اصدقائنا. ذلك هو التكوين العكسي.

مع هذه الحيلة الدفاعية يخفي الشخص الدافع الحقيقي عن النفس إما بالقمع أو بكبته، وتساعد هذه الطريقة الفرد كثيراً في تجنب القلق والابتعاد عن مصادر الضغط فضلاً عن الابتعاد عن المواجهة الفعلية، فإنه قد يظهر سلوكاً لكنه يخفي السلوك الحقيقي، فإظهار سلوك المودة والمحبة المبالغ فيهما، قد يكون تكويناً عكسياً لحالة العدوان الكامن الذي يمتلكه الفرد في داخله، وعادة يتشكل هذا المفهوم ضمن سمات الشخصية ومكوناتها.

نستطيع ملاحظة التكوين العكسي في تعامل الاطفال في بعض المجتمعات عندما يلعب طفل مع طفله وينجذب لها وتتكون لديه مشاعر حب لهذه الطفلة وان يلعب معها ولكن يخاف ان يذكر ذلك لطفل آخر صديق خوفاً من التهكم والسخرية او الإهانة. فيبدأ هذا الطفل في معاملة الطفلة بشكل عدواني وكأنها سبب في مشاكل الكون. وربما ايضاً يقنع نفسة بأنه فعلاً يكرها. ومع عدم اختفاء الضغوط اذا لم يتم البوح بالمشاعر تظل المشاعر الحقيقية حبيسة ولهذا اذا لم تحل مسألة التكوين العكسي فربما تكون خطرة على الشخص المستخدم لهذه الحيلة.

فالتكوين العكسى يستخدم عندما لا يريد الشخص الاعتراف بالحقيقة وهي التعبير عن الدوافع المستنكرة في شكل معاكس .

فإذا كان الفرد يشعر بكراهية لشخص ما، فقد يظهر مشاعر الود والحب تجاه هذا الشخص، وعادة ما ترجع أشكال متطرفة من السلوك إلى تكوين العكسي .

ويعتبر هذا هو التحليل الحقيقي والتبرير المنطقي من منظور علم نفس السلوك لتفسير سلوكيات الشعوب مع الحكام الطغاة أو الآنظمة والأجهز الظالمة والمتعدية علي حرياتهم فيبدون لها الود والحب ولو تطلب الأمر افتعال الكره لمن يحبون في سبيل الدفاع عن أنفسهم كتكوين عسكي لا أرادي في آخر مراحله

وسوم: العدد 831