من مذكرات رجل ميّت مؤقتا 1

السجن المحلي تيفلت

1

بوجه جليدي قال{{"الغفران هو السبيل الوحيد

للخروج من متاهة..}} تأملته للحظات قلت وانا محمول على نقالة اشبه بمحمل الموتى

{ لاتزال سلسلة... التي بدأت ذات يوم بين أيديكم ولم تنتهي هي وحدها التي تحدد متى وكيف يكون الغفران...}

2

قال أخ كريم{{ صدقت أحجم الكثيرون عن فعل الخير والاستجابة لصرخة المكلوم والمظيوم واهل الحق كلهم إلى ضعف وفقر وحاجة...}}

كنت لحظتها أنكش في ذاكرتي عن بيت شعر لأبي العلاء  المعري

عصا في يد الأعمى، يرومُ بها الهدى،   أبرُّ له من كلّ خِدنٍ وصاحبِ

فأوسِعْ بني حوّاء هَجْراً، فإنّهم   يسيرون في نهجٍ من الغدر لاحب

وإن غيّرَ الإثمُ الوجوهَ، فما ترى،   لدى الحشر، إلا كلّ أسودَ شاحبِ

إذا ما أشار العقلُ بالرُّشد، جرَّهمْ،   إلى الغَيّ، طبعٌ أخذهُ أخذُ ساحب

قال{{ لاتعدم هاته الارتال من اهل الخير لكنه الشح المطاع والرغبة في ان يقف الاخ امام اخيه يريق ماء المحيا امامه او وهو يراسله يسأله عونا.. ربما لايتجاوز بضع دولارات...}}

قلت متمثلا  بيت شعر المتنبي

{{أمَا في هذه الدنيا كَرِيمُ تَزول بهِ عنِ القلبِ الهُمومُ . أمَا في هذهِ الدنيا مكانٌ يُسَرّ بأهلهِ الجارُ المُقيمُ . }}

ثم ران الصمت بيننا

3

ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻻﻳﺬﺯ ﺍﻟﺤﺮﻛﻲ ﺍﻷﻛﺎﻝ

ﺑﺪﺕ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻛﺎﻟﺤﻤﺾ ﺍﻷﻛﺎﻝ ﺗﺄﻛﻞ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ

ﻭﺗﺘﻬﺎﻭﻯ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﺼﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍلأﺧﻮﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ

ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺑﻤﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻭﺳﻌﺔ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻣﻊ ﺳﻼﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻞ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ

ﻭﻣﻮﺍﻻﺓ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻠﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ .. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ

ﺍﻟﻤﺴﺦ ﻭﺍﻻﻧﺒﻄﺎﺡ ﻭﺍﻻﻧﺴﺤﺎﻕ أﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻼﻭﺯﺓ.. ﺑﻼ ﺟﺪﻭﻯ أﻭ ﻃﺎﺋﻞ

4

قالت {ما البراءة}

قلت {انها في لحظة يتحول فيها هذا الانسان الى طفل كبير يبكي الفردوس المفقود والحلم الضائع والاحزان الممكنة}

5

اخي انت حي حتى لو كنت مؤقتا بين الأموات والعتمات يكفي أن ترقب الفجر إنه قريب قريب جدا {أليس لنا موعد يومها بصبح أكيد}

6

جائتني رسالة من اخ كريم  اقتطف منها هذه الفقرة {{وقع دعوتي اياك للصبر قد أوجعت وجعك وجددت همك لكننا نعلم وانت تعلم ان الصبر هو خلق الانبياء والرسل والصالحين }}...

 أليك اخي وكل مسلم اخي .. ما رسالتك السابقة إياي  بذات وجع فتوجعني .. وما دعوتك بالصبر  بوجع ... لكن وجعي كان من الصاحب بالجنب والاخ الذي فرقت بيننا الحزبية الضيقة  والاصطفاف الخاطئ  في خندق التنظيم

 اوجعني فرددت عليه  بما كتبت

 وما وجعي الا من تساقط الرجال في اوحال الولاء والبراء لا في هذا الدين انما في التنظيم وعليه

7

كان جدي رحمه الله يحدثنا  من أقاصيصه القديمة ان رجلا كان يهاب المرور  ليلا بطريق يوصله لحقله لأن  به كلبا عظيما ينهش كل عابر فارتأى أن يذهب عند الفقيه  ليجد له حلا

فقال له الفقيه   عندما تمر بالكلب اقرأ سورة {{ يس}} وستنجو منه باذن الله في الليلة الموعودة مر الرجل بالكلب وهو يتلو  آيات  سورة  يس...

 فنهشه الكلب

 في  اليوم التالي التقى بالفقيه ولامه لوما مذقعا {{ يا فقيه لقد مررت بالكلب وقرأت   من آيات احفظها من سورة يس  ولكن الكلب نهشني وافزعني فعدت أدراجي من حيث   أتيت}}

فقال له الفقيه {{ يا رجل  {{ يس }} والحجرة}}

يعني اقرأ  من سورة يس  ثم استعن بالحجر

   نعم اصبر  وتصبر و لكن الصبر مع البحث عن أفق للنجاة من  خناق الطغاة

 {{ يس}} والحجرة

9

لو خرج الرضيع من بطن امه صامتا

 لكان من اول لحظة له في الحياة يتلقى لذغة

 ليصيح.......

10

انها القمة السامقة تلك التي رفع الإيمان اليها اولئك الرجال الرجال رفعهم الى تلك القمة لأن قابلية الارتفاع والارتقاء كانت تكمن في وجداناتهم

11

في لحظات التأمل اجتذاب لأرواح المعاني كلما غاص المتأمل في بحارها أدرك اسرارها

12

يقول الفيلسوف الالماني شوبنهور{{ المراة الجميلة خيال والمرأة الذميمة حقيقة}} داخل الخيال نحيا بين الخديعة والانخداع وفي تلك الحقيقة يستقر بنا عصا الترحال لأن كل ما حولنا مثال للمرأة الذميمة لأنها {{الحقيقة.. }} في منعطف القبح والمسخ

وسوم: العدد 832