أدعو جميع السوريين إلى دورة " صفها بمدح "
يؤثر عن العرب أنهم كانوا إذا قيل لأحدهم : صف أمرا ، تساءل : أصفه بمدح أو بذم ؟؟
فأصحاب الفصاحة والبلاغة يدركون أن الكلام في عموم الأشخاص والمفاهيم والأشياء يمكن أن يكون على نسق من المدح أو من الذم بحسب الاعتبار أو بنسبية النظرة والموقف .
مدح رجل رجلا في حضرة رسول الله صلى الله عليه . ثم ذمه ، وأردف يقول : والله يا رسول الله ما كذبت في الأولى - حين مدح - ولقد صدقت في الثانية - حين ذم - ولقد رضيت فقلت خير ما أعلم ، وغضبت فقلت شر ما أعلم . يعلق رسول الله صلى الله عليه بالقول : إن من البيان لسحرا .
عموم السوريين اليوم مولعون بنهش بعضهم وتحطيم ذاتهم . لا يكاد ينجو من ألسنتهم ناج لا مؤسسة ولا فرد ولا مفهوم ولا قيمة ولا موقف ..
يكمن أن نتفهم إلى حد بعيد حالة الألم التي تعصف بالناس ..
يمكن أن نستحضر عوامل المؤامرة التي تصب في النهاية في خانة الحزب الواحد والرئيس الخالد ..
يمكن أن ندرك المعنى المباشر لكلمة السوء معنونة بقول القائل " هلك الناس "
يمكن أن ندرك أبعاد الموقف الشاعري الجميل " فكلهم طلب النجاة لنفسه إلا أنا "
كل هذا ممكن ولكن واجب الوقت بالنسبة للسوريين فيما أقدر أن يخضعوا وأنا أولهم إلى دورة لإدراك أن المحنة قد تكون بتقديم الحاء على النون منحة فما أجملها ؟!
بحاجة إلى أن نتدرب على اقتناص قيم الجمال في عسعسة الليل وفِي هدير الرعد يسبح بحمد ربه ، وفِي ضوء البرق يخطف إبصار أهل النفاق .
أيها الناس توحدوا على رمي عدوكم الأول فقط عدوكم كما تتوحدون في مناسككم على رمي الجمرات.
لا تقل بس جواب البسبسة ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ).
وسوم: العدد 832