ما هو القلم؟
ــ هو كالمصور الفوتوغرافي ساعة اقتناصه ملامح الحزن بالمآتم وأوراد الفرح .
ــ هو كالطبيب الجراح الذي يستثني الداء ويكتب الدواء بوصفة الصدق والابتسامة.
ــ هو كالمخرج الذي يُرهق (الكلاكيت) بالطرق ليكشف الجوانب المغفول عنها للمُشاهد والمُتابع.
ــ هو كالكاتب الحاذق الذي يُبكي خاطره ويرهق نواظره بين علامات الترقيم.
ــ هو كصاحب الكفاءة بأمانته، وحرفيته، وبهجته، ورفقه، وبيانه، وقربه، فوق حصير التسبيح وخرز العبادة.
ــ هو كالروائي الذي يختلق من الدهشة حبكته بالمكان، وصُحبته للزمان بين تجاعيد الأوجه العابرة فوق قارعة العودة.
ــ هو كالخطاط الذي نقط مقاس الحروف، ولم يشكلها بالألوان خشية أن لا تكون الهمزة عليه الشاهد و تباريح الموائد.
ــ هو كالعابد الذي أشاح بوجهه عن الزلة وترنح بالعلة، لصبره واحتسابه لوضوء الماء.
ــ هو كالشاعر الذي حلق بالصدر، وتبتل بين المقام وسجود صومعة القافية.
ــ هو كالفنان الذي همس للريش بكلامه، فتساقط عليه زغب البسملة.
ــ هو كالمعماري الذي أدار البوصلة وتقاسم المرحلة بفرجال الحنكة وجدران السكة.
ــ هو كالمُزارع الذي حرث الأوراق بجبينه وساق التُربة بعرق حنينه.
ــ هو كالمُمثل الذي تقمص الردح لسنينه فأثار السطح في سنيمه.
ــ هو كبائع الحلوى الذي تقاسم الطرقات بعربته، ولملم الصرخات بعزوته.
ــ هو كالفارس الذي كلما اعتلى صهوات ركابه جلجل لأذيال سرابه.
ــ هو ككرامة لثام نون النسوة ومعول الأفعال وشمس الضمائر على جدائل الماضي والحاضر والمستقبل.
ــ هو كالأُستاذ والمُربي الذي كلما اضطرب نهاره كتب بطبشورة نبضه على سبورة وعيه بكم نُقيم الصلاة ونُدير الرحاة.
ــ ختاماً
هل أنت ممن يأمر الناس بالسؤال ويتناسى النوال؟
وسوم: العدد 833