قلق وتلبك بالمعدة وصداع مؤلم في الرأس
قال مسؤول في حلف الناتو، بحسب ما ذكرت وكالات الأنباء العالمية: "نشعر بالقلق إزاء التداعيات المحتملة لقرار تركيا حيازة منظومة إس-400".
وجاء هذا القلق بعد أن هبطت اليوم الجمعة 12 تموز 2019 ثلاث طائرات شحن عسكرية روسية في أحد مطارات أنقرة العسكرية تحمل أجزاء من منظومة "إس-400" الصاروخية الروسية، مما تسبب في تلبك في معدة حلف الناتو، دفعه ليتقيأ جملة من القلق، أدى لإصابة رأسه بموجات من الصداع المؤلم.
هذا الانزعاج المصاحب للقلق وتلبك في المعدة وصداع في الرأس الذي أصاب حلف الناتو من إقدام تركيا، أحد أهم أعضائه بعد الولايات المتحدة، على التغريد خارج السرب، طلباً للحصول على ما تستعين به على الدفاع عن أرضها وبحرها وسمائها، في مواجهة أعداء كثر، ينتشرون كالجراد الضال على حدودها، يتحينون الفرصة لنهش أجزاء منها، أو تهديد بقائها كدولة ذات سيادة.
لقد صبرت تركيا لسنوات وهي تستجدي صواريخ باتريوت الأمريكية أسوة بباقي أعضاء الحلف الذي تنتمي إليه، للدفاع عن حدودها وأجوائها في مواجهة أعدائها الذين زودتهم الولايات المتحدة بأحدث الأسلحة ونشرتهم على حدودها وشجعتهم على ارتكاب العديد من الاعتداءات عليها، وحصل العدوان، وتم بالفعل قصف بعض المدن التركية الحدودية بصواريخ أرض أرض، والتي أدى بعضها إلى تهديم عدد من الأبنية الرسمية والمدنية ووقوع بعض الضحايا والإصابات.
وألحت تركيا على شركائها في الحلف، دون جدوى، ممن يمتلكون الباتريوت لنشر بعضها على حدودها الجنوبية حماية لها من هجمات تكررت من بعض الفصائل الإرهابية سواء من داعش أو الوحدات الكردية الانفصالية التي تسعى لإقامة دويلة شبيهة بالدولة العبرية، ضمن قطعة من أراضي تركيا وسورية والعراق، تكون شوكة في حلق هذه الدول وخنجراً في ظهرها، خطرها لا يقل خطراً عن الدولة العبرية، وكل هذا بتشجيع من أمريكا وحلفاء تركيا في حلف الناتو العنصري التكوين وصاحب الأهداف المعادية للمسلمين والعرب.
تركيا بدورها راحت تبحث عن مصادر أخرى لحيازة مثل هذه الأنظمة المتطورة لحاجتها الملحة إليها، فوجدت مبتغاها عند الدولة الروسية، التي عرضت على تركيا بيعها منظومة "إس 400" الدفاعية المتطورة، والتي تتفوق على الباتريوت في كثير من النواحي وبسعر تشجيعي وشروط ميسرة، فسارعت تركيا إلى الترحيب بالعرض الروسي وعقدت اتفاقاً مع روسيا لشراء منظومة "إس-400" سنة 2017، رغم محاولات واشنطن الضغط على أنقرة وتهديدها بفرض عقوبات وحرمانها من الحصول على المقاتلة "إف-35"، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أصر على إتمام الصفقة وشراء المنظومة الدفاعية الروسية، غير آبه بالتهديدات الأمريكية فمصلحة تركيا وأمنها همه الأول والأخير.
وهذه المنظومة "إس-400" المتطورة مخصصة لمواجهة الطائرات الاستراتيجية والتكتيكية والصواريخ الباليستية، وغيرها من وسائل الهجوم الجوي، في ظروف عمل منظومات تشويش إلكترونية.
وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أكد اليوم الجمعة، "إن الجنود الأتراك يواصلون التدرب في تركيا وروسيا على نصب واستخدام منظومة "إس 400" الروسية الصاروخية. وأكد أن أنقرة تعمل على تقييم شراء منظومة "باتريوت" الصاروخية الأمريكية، مشيرا إلى أن المؤسسات المعنية تواصل دراسة الأمر بشكل مكثف.
وفي وقت سابق، أفاد خلوصي أكار بأن تركيا استكملت اليوم شحن أجزاء من منظومة "إس - 400" الروسية عبر 3 طائرات، مؤكدا أن عملية شحن باقي الأجزاء ستتواصل في الأيام المقبلة.
هذا، وأعلنت وزارة الدفاع التركية رسميا، أن توريد الأجزاء الأولى من منظومة "إس-400" الروسية بدأ اليوم.
وجاء في بيان صدر عن الوزارة: "تم توريد الدفعة الأولى من عناصر المنظومة في إطار عقد توريد "إس-400" إلى قاعدة "أكينجي" في أنقرة".
من جانبها أعلنت سكرتارية الصناعة الدفاعية التركية أن تدشين أنظمة "إس-400" الروسية الموردة إلى تركيا سيبدأ بعد إنهاء عملية تجميعها. وقد نشرت وسائل إعلام تركية مقطعا مصورا يظهر عملية تفريغ أجزاء من منظومة "إس-400" حملتها طائرات شحن عسكرية روسية إلى تركيا.
نحي شجاعة الرئيس طيب أردوغان ورفضه التهديد الأمريكي وتهديد حلف الناتو، وإصراره على إتمام صفقة صواريخ ال"أس-400"، وما سيتبعها من عقود تسليح قد تحتاجها تركيا للدفاع عن نفسها من أي مكان تجد فيه ضالتها وتلبية حاجتها الدفاعية، توازياً مع تطور صناعتها الحربية حتى تصل إلى الاكتفاء الذاتي، وهي في طريقها إلى تحقيق ذلك قريباً إن شاء الله.
وسوم: العدد 833