قضايانا بين رؤيتين
ما يزال السيد محمود الزهار يتحفنا بين الفينة والأخرى بتصريحات وتغريدات ، أقل ما يقال فيه إنها إشكالية تثير البلبلة وتدخل الوهن على عقول وقلوب الكثير من أبناء المشروع الواحد بين المحيط والخليج.
حتى في الصف الفلسطيني الحمساوي هناك رافضون وناقدون لمنطق السيد الزهار وطروحاته؛ ليدخل بعض أصحاب القلم على الخط فيدافع عن منطق الزهار ويسوق لموقفه بنوع من التغير المجزوء الغارق في اللحظة . متكئا على خطاب سياسي برغماتي له ولا شك قواعده وأصوله ومنطلقاته وآفاقه وأهدافه ووسائله .
وهو خطاب يدور حول ذاته أو ذات المجموعة الأصغر التي يُزعم أنه يمثل مصالحها . وما أظنه يفعل ، إلا على صعيد الرؤية القريبة ، والمصلحة العجلى .
أحد أخطر ارتدادات هذا المنطق أو الخطاب، أن يكون لدينا في الساحة فرقاء كثيرون يستعملون نفس المنطق . ويقولون للسيد محمود الزهار ومحازبيه مع كل الاحترام : أكل لحم الميتة ليس أسوأ حالا من أكل لحم الخنزير . وتذهب الأمة أيدي سبا .
الزعم أن الثورة السورية قد انتهت وحكم عليها ، زعم عدمي لحظي ، وهل حكم على الثورة السورية إلا حفاظا على أمن الكيان الصهيوني ؟!. وهل يعملون على إعادة تأهيل بشار الأسد الذي يشارك في تأهيله منطق السيد الزهار ؛ إلا حفاظا على أمن الكيان الذي يُزعم البعض انه يحاربه ؟! هذه حقائق أصبحت معلومة مكشوفة مجاهرا بها حول العالم ولكن أصحاب الرغبة المحمومة لا يردهم عن رغبتهم شيء . حالة من عمى الألوان عجيبة!!
أقول للسيد محمود الزهار ولمحازبيه - وما كل إخوان حماس من محازببه - لا تُنزلوا القضية الفلسطينية عن عرشها في قلوب العرب والمسلمين .
لا تجعلوا ماء الطهر الذي نبع مع دماء الشهداء ماء طهور يتطهر به الولي الفقيه وقاسم سليماني وبشار الأسد من حدثين أصغر وأكبر . وهذا هو الذي يحرصون عليه وهذا الذي يقدمه لهم حاملي الأباريق .
بالنسبة إلينا كل ما مضى من كلام كان شرحا لواقع يُستجر إليه ويَستجر إليه بعض الناس ؛ بالنسبة إلينا نحن لا نفكر بعقل جماعة ولا حزب ولا قطر ..
وسوم: العدد 833