القِيادَاتُ الفِكْرِيَّةِ والسياسِيَّةِ ..وأزمةُ السيرِ الحَضَاريِّ
إنَّ العَالمَ اليَوْمَ يُعَانِي مِنْ أزْمَةٍ حَادةٍ في مَعاييرِ القِيمِ السياسَيَّةِ والثَقافيَّةِ.. ولكن مَا هو مَصْدَرُ هَذه الأزمَةِ ..؟ أهو تربوي ..؟ أم سياسي ..؟ أم مَاذا ..؟ بَكُلِّ تأكيدٍ هي أسبابٌ مُتَعددةٌ تراكميَّةٌ دينيَّةٌ، وتربويَّةٌ، وسياسيَّةٌ.. ولكن كَيفَ يُمْكِنُنَا التَعاملُ مع هَذه الأزمَةِ ..؟ مِنْ أينَ نَبْدَأ ..؟ مِنْ ذِهْنِ الإنْسِانِ وَوجْدَانِه نَبْدَأ .. فَسلوكُ الإنْسَانِ وأدَاؤه في ميَادينِ الحَيَاةِ محكومٌ بِطَبيعةِ تَكْوينِ ذِهْنِه وَوجدَانِه إيجَاباً وسِلباً ..ولَكن ما هي المَعاييرُ التي نُحددُ بِها سَلَامَة ذِهْنِ الإنْسَانِ واستِقَامَة وجْدَانِه ..؟ إنَّها سَبْعَةُ أعمِدةٍ أرسى قَواعِدَها رَسولُ الهُدى الربَّانيِّ سَيدُنا ورسولُنَا محمد صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أن وقَفَ على صَخْرةٍ في كَبِدِ جَبلِ عَرَفةِ في حَجَّةِ الودَاعِ يُنَادي النَّاسَ كُلَّ النَّاسِ قائلاً:
أَيُّهَا النَّاسُ: إنَّ ربَكم واحدٌ. مُؤكداً وحدةَ مَصدريِّةِ الإيمانِ.
أَيُّهَا النَّاسُ: إنَّ أبَاكم واحدٌ. مؤكدًا وحدةَ الأخوةِ الإنسانيِّةِ.
أَيُّهَا النَّاسُ: إنَّ دِمَاءَكم وأموالَكم عَليكم حرامٌ. مُؤكداً قُدسيَّةَ حياةِ الإنسانِ وَكرامتِهِ وَممتلكاتهِ.
أَيُّهَا النَّاسُ: إنَّ اللهَ قد حرَّم الرِبَا. مُؤسساً لِنظامٍ اقتصاديٍّ عالميٍّ آمنٍ.
أَيُّهَا النَّاسُ: استوصوا بالنساءِ خيراً. مُؤكداً مَكانَةَ المرأةِ في المجتمعِ.
أَيُّهَا النَّاسُ: إنَّ عدةَ الشهورِ اثنا عشرَ شهراً مِنْها أربعةٌ حُرمٌ. مؤكداً ثقافةَ السلامِ وسلامةِ البيئةِ.
أَيُّهَا النَّاسُ: إنَّ اللهَ قد حَرَّمَ الظُلمَ عَلى نفسهِ وَجَعلَهُ بينَكُم مُحَرَّمَاً. مُؤكداً أنَّ الظلمَ مصدرُ كُلِّ فَسادٍ.
أجلْ هَذهِ الأعْمِدَةُ السَبعَةُ بَشرَّ بِها رَسولُ الهُدى والرحَمَةِ رسلُنَا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لِتَكونَ أساساً لِميثاقٍ إنْسَانيٍّ راشدٍ .. يُقيمُ تَعَايشاً عَالَميّاً عادلاً وآمِناً بَيْنَ المُجتمعاتِ.
وسوم: العدد 835