عظمة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الطفل والشاب
تتجسّد عظمة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم قبل بعثته في رعاية الله تعالى له أوّلا وفي طفولته وشبابه وقد ظهر ذلك في المواقف التّالية:
1. سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو طفل يلهو مع أترابه في مثل هذا السن يأخذه عمّه أبو طالب إلى مجلس سادة قريش وهم يناقشون القضايا المصيرية التي تمرّ بها قريش وما يجب فعله.
2. كان عمّه يجلس سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو الطفل بجنبه كما يجلس سادة قريش ويفرش له لباسه أي برنوسه بالتعبير الجزائري ويجلس عليه وهذا شرف لم يحلم به حتّى سادة قريش وهم كبراؤها وأسيادها.
3. أبو طالب وهو كبير سادة قريش والكلّ يتمنى رضاه ويرجو نظرة عطف منه يتعامل مع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم على أنّه كبير يجب أن يأخذ مكانا كغيره من السّادة ويجلس بجنب كبير القوم عمّه أبو طالب كما يتمنى كبار القوم أن يجلسوا إلى جنبه.
4. أبوطالب لم يعامل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم معاملة الطفل وهو الطفل ولذلك تربى سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم تربية الكبار منذ الصغر ولم يعرف عنه وهو الطفل أنّه قام بسلوك يسئ فظلّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الكبير في القول والفعل وهو الصغير في السن والجسد.
5. لا أعرف لحدّ الآن أنّ أحدا من سادة قريش أنكر على كبير سادة قريش أبو طالب وقال: لم تحضر ابنك الصغير وتصر على أن يجالسنا ونحن سادة قريش وأغنيائها وكبرائها ؟ ! ألا تعلم أنّ المجلس مجلس كبار وسادة وليس مجلس صغار؟ !
6. أبو طالب يحمل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم معه مرافقا إلى التجارة بالشام وهو ابن 12 سنة أي مازال طفلا لكن عمّه أبو طالب يعامله معاملة الرجال ويربيه على مشاق السفر ومتاعب التجارة ومعرفة أسرار الحياة وتحمّل أعبائها.
7. ظهرت نتائج تربية وحرص عمّه لأن يكون سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم كبيرا في أقواله وأفعاله وهو الصغير في كون قريش وسادة قريش لقّبوه قبل بعثته صلى الله عليه وسلّم بالصّادق الأمين ولم ينل أحد من سادة قريش هذا اللّقب رغم الجاه والمال والنفوذ.
8. أعجبت سيّدتنا أمّنا خديجة رحمة الله عليها ورضي الله عنها وأرضاها بصدق سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأمانته قبل النجاح في تجارته وهو الفقير المحتاج وهي الثرية الغنية التي يتودّد إليها سادة قريش وأغنيائها ولذلك كانت عظيمة حين اختبرته في المال والتجارة لأنّ الرجال الكبار يختبرون في المال والتجارة قبل أن يتربّعوا على القلوب وينالوا حقّها وودّها بحقّ.
9. سادة قريش الذين اختلفوا حول من يكون له شرف حمل الحجر الأسود وكادت تشبّ حربا تبيدهم جميعا إلى أن طلع عليهم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو شاب فقير في 25 من عمره فنزلوا جميعا وهم السّادة الكبار على رأيه صلى الله عليه وسلّم لأنّهم رأوه في الصغر رأي العين يجالس الكبار مجالسة الكبار وهو الطفل ويجلس بجنب كبيرهم وسيّدهم أبو طالب وهم الذين أطلقوا عليه لقب الصّادق الأمين فما كان منهم إلاّ أن أخذوا برأيه صلى الله عليه وسلّم وهو الشاب في أقدس وأعزّ ما يفتخر به العربي وهو الحجر الأسود والعرب وسادة قريش لا تنزل لشاب فقير يتيم في أمر جلل مقدّس إلا إذا كان هذا الشاب عظيما كبيرا أمينا صادقا عظم وكبر وأمانة وصدق سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
10. سادة قريش حين قبلوا بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ورضوا بحكمه في كيفية وضع الحجر الأسود لم يختاروه لأنّه ابن عبد المطلب إنّما اختاروه لأمانته وصدقه وعلو أخلاقه مايدل على أنّ سادة قريش لم يتعاملوا مع المقدّس أي الحجر الأسود بمنطق التوريث ولذلك نجحوا في إيجاد الحل الفاعل وجنّبوا أنفسهم حربا هم في غنى عنها.
وسوم: العدد 840