تفصيل بلا تأصيل ، أو تأصيل بلا تفصيل .. فهل ثمّة ضرورة ، لاجتماعهما؟
يقول المثل : الشيطان يكمن في التفاصيل ؛ إذ أكثرُ مايختلف فيه الناس ، عادة ، التفاصيل، في أمر يتّفقون عليه ؛ فكلّ ينظر من زاويته : زاوية فهمه ، أو زاوية مصلحته ، أو زاوية رؤيته للنتائج والمآلات ، حاضراً أو مستقبلاً !
قد يتّفق شخصان ، أو فريقان ، حول رأي : سياسي ، أو اقتصادي ، أو اجتماعي ، أو علمي.. رأي مؤصّل مجمَل ، ويختلفان ، كثيراً، في تفصيلاته ؛ فيذهب كلّ منهما، مذاهب شتّى ، في: اختيار الأشخاص ، المؤهّلين لإنضاج الرأي ، أو تنفيذ مضمونه ، أو الأساليب المناسبة ، لتنفيذه ، أو الوسائل الأجدى ، للتنفيذ.. إذا كان الرأي ، ممّا يجب تنفيذ مضمونه !
وقد يتّفق عدد من الأشخاص ، من فريقين أو أكثر، حول نقاط معيّنة ، من موضوع ما ، مخالفين ، بذلك ، أشخاصاً آخرين ، من الفئات التي ينتمون إليها ، فتنشأ اختلافات ، ضمن كلّ فئة ، ويخرج ، من بين تلك الاختلافات ، فريق جديد ، يشكّل تجمّعاً جديداً ، على شكل حزب، أو كتلة ، أو تحالف ، أو نحو ذلك ! وما أكثرَ ماتنشأ الأحزاب ، في بعض الدول الديموقراطية ، في مثل هذه الحالات ، أو الأجواء ؛ إذ يتشكّل الحزب ، من تقارب الآراء : السياسية ، أو الاقتصادية ، أو الاجتماعية ، أو المصلحية .. في كثير من الأحيان ، بين أعضاء ، من أحزاب مختلفة ، فينشقّون عن أحزابهم ، ليشكّلوا حزباً جديداً !
وقد يتّفق شخصان ، أو فريقان ، حول تفصيلات صغيرة ، من رأي ما ، لكنهما يختلفان ، حول أصل الموضوع ! ويحصل هذا ، في حالات معيّنة ؛ كأن يكون أصل الرأي ، غير مهمّ جدّاً ، أو أن يكون أحد الأطراف ، غير مهتمّ بالأصل ، لأنه لايرى له مصلحة ، في مناقشته ؛ مادامت التفاصيل تحقّق له ، المصالح التي يريدها .. أو أن بعض الأطراف ، غافل عن أهمّية الأصل ، أو أن لدى بعض الأطراف ، ثقة بشخص ما ، تطمئنه ، حول الأصل ، من حيث جودتُه ، أو صحّته ..! ونحو ذلك ، ممّا يهمّ الناس ، ويتناقشون حوله !
وسوم: العدد 842