الانتخاب ذاته عمل إجرائي ، لافلسفة .. لكن ، تَحكمه فلسفات شتّى !
فلسفة سياسية :
الفلسفة السياسية : تشمل فلسفات شتّى ، تتنوّع بتنوّع منظّريها وممارسيها ؛ فهناك ، على سبيل المثال :
الفلسفة السياسية الشيوعية : وقد انتهجتها الحركات الشيوعية ، في القرن العشرين ، وأقامت ، على أساسها ، دولاً متنوّعة ، متعدّدة ، في أقطار عدّة ، في أوروبّا وآسيا ، وإفريقيا وأمريكا اللاتينية .. ثمّ اضمحلّ تأثير هذه الفلسفة ، بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ، في بداية التسعينات من القرن العشرين ، ولم يبق سوى دول قليلة ، في العالم ، تقوم أنظمة الحكم فيها ، على المبادئ الشيوعية !
والفلسفة السياسية الاشتراكية : متأثّرة ، إلى حدّ كبير، بالفلسفة السياسية الشيوعية ، لكنها مغايرة لها ، في أمور عدّة ! وقد قامت أنظمة حكم متعدّدة ، على أساس الفلسفة الاشتراكية !
والفلسفة السياسية الليبرالية: وتقوم على فكرة الحرّية ، وفق مفهومات متعدّدة، وهي ماتزال قائمة، في بعض الدول الأوروبية ، وتنشأ، على أساسها، احزاب تشارك ، في المجالس التشريعية ، وفي السلطات التنفيذية !
والفلسفة السياسية القومية ، أو العرقية : وقد قامت دول ، على أساس هذه الفلسفة ، في القرن العشرين ، ومن أبرزها الدول ، التي قامت في ألمانيا وإيطاليا(النازية والفاشية) ، قبل الحرب العالمية الثانية ، ثمّ اضمحلّ تأثير هذه الفلسفة ، بعد سقوط الدول ، التي قامت على أساسها؛ وإن كان ثمّة حركات قومية ، ماتزال تعتنق هذه الفلسفة ، في بعض مناطق العالم ، ومنها بعض المناطق العربية ، وذلك ؛ لتأكيد هويّتها القومية ، في بعض المناطق ، مثل : العراق وسورية وتركيا ، ومناطق مختلفة ، في المغرب العربي !
فلسفة اجتماعية : وتدخل فيها عناصر شتّى ، منها : الأخلاق والعادات ، والتقاليد والأعراف !
ولا يغيب عن الذهن ، أن الفلسفات السياسية ، كلّها ، تحمل مؤثّرات اجتماعية ، وبصمات اجتماعية ، وأهدافاً اجتماعية !
فلسفة اقتصادية : غنيّ عن البيان ، أن الفلسفات السياسية ، كلّها ، تتضمّن أنماطاً فكرية اقتصادية ؛ فالاقتصاد لا ينفكّ عن السياسة ، والسياسة لاتخرج ، عن الأطر الاجتماعية ، التي تتشكّل فيها ، البذورُ الفكرية السياسية ، والحركات السياسية ، والأحزاب السياسية !
وهذه الفلسفات ، كلّها ، ومايرتبط بها ، من : قيَم وأهداف ، وأعراف وتقاليد وأخلاق .. تدخل في عملية الانتخاب ، وتُسهم في توجيه الأفراد ، في الاتجاهات المتعدّدة ، التي تتشكّل منها، الحركات الفكرية الاجتماعية ، داخل الدول ! فمنظومة القيَم الإسلامية ، مثلاً ، تختلف عن منظومات القيم الشيوعية والليبرالية ، وغيرها! وكلّ منظومة قيَم ، تدفع معتنقيها، نحو التصويت، الذي يخدمها ، ويخدم أصحابها - بحسب الأصل - في الانتخابات ، بأنواعها : الرئاسية، والبرلمانية ، والبلدية .. وغيرها !
وسوم: العدد 844