إيران وعملية نبع السلام التركية
دعا الرئيس الإيراني "حسن روحاني" في جلسة لمجلس الوزراء، تركيا إلى إعادة النظر في قرارها بشأن سوريا، لأن المنطقة تحتاج إلى الهدوء، الأمر لم يقف عند التصريحات ذات الطابع الدبلوماسي، فقد شنت وسائل الإعلام الإيرانية هجوماً لاذعاً على تركيا!! معتبرة أن مسألة شن هذا الهجوم تتعلق بأمر واحد وهو حاجة "اردوغان" إلى تصدير مشاكلة الداخلية، وأن الخوض في هذا الموضوع ليس شأناً داخلياً تركيا، مؤكدة أن الحكومة التركية لن تتمكن بأي حال من الأحوال من إنشاء المنطقة العازلة، ولن تحقق السلام الذي تسميه "نبع السلام" لتلك المنطقة، وأن تركيا تريد إعطاء المنطقة للعرب الأجانب وهم غريبون عن هذه المنطقة، وهي ليست لهم، مما سيؤدي إلى حرب طويلة الأمد.
وتعتقد إيران أن الحكومة التركية هي الخاسر الرئيس في هذه الحالة على المدى الطويل، معتبرة أن التصرفات الأمريكية المتناقضة هي التي دفعت تركيا للقيام بهذه العملية العسكرية، وهذا مؤشر على أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تبقى في هذه المنطقة.
وتعتقد طهران كذلك أن سياسة أردوغان الهوجاء هذه قد بعثت بإشارات إلى كافّة القوى السياسية وهذه الإشارات ستعود بالضرر على مختلف الدول؛ لأن العمليات التي تقوم بها القوات التركية لن تكون محدودة في منطقة "رأس العين" و"تل أبيض"، اللواتي يقعن على طول ما يقارب من ثمانين إلى مائة كيلو متر على الحدود التركية السورية المشتركة، حيث من المؤكد أن تستمر هذه العمليات وتتسع في الأيام القليلة القادمة، ليتسنى لها متابعة ردود الفعل المترتبة عليها، وكيف ستكون ردود الفعل هذه؟، لتقييم الموقف كما ستدرس مستوى مقاومة القوات الكردية مقابل هذه الهجمات.
التطورات لم تقف عند هذا الحد فقط حيث شنت الصحافة الإيرانية هجوماً لاذعاً على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منتقدة الأسس التي تقوم عليها العلاقات التركية_ الأميركية، وأن جزءاً منها بات يمسّ المصالح القومية الإيرانية.
والإعلام الإيراني بدوره وصف تصرفات الرئيس أردوغان بخصوص عملية "نبع السلام" بالحمقاء! معتبراً أنها جاءت كونه يواجه اليوم العديد من المشاكل الداخلية، متمثلة بخسارة حزب العدالة والتنمية رئاسات بلديات المدن الرئيسة أمام المعارضة في الانتخابات البلدية الأخيرة، فضلا عن انسحاب شخصيات بارزة من الحزب وأبرزها رئيس وزرائه السابق أحمد داود أوغلو، ومساعيه لتشكيل حزبٍ آخر قد ينافس أردوغان في الانتخابات المقبلة، معتبرة أن هذه الحالة المضطربة التي تنتاب الرئيس التركي في الفترة الحالية، قد تجبره على تصدير الأزمة للخارج هرباً من المشاكل الداخلية والضغوط الأميركية، بافتتاح جبهاتٍ جديدة، ومنها والدخول في حربٍ ضد الأكراد في الشمال السوري لافتة إلى أن هذا القرار يعتبر "مقامرةً كبرى لأردوغان" وقد تغيّر مصيره السياسي إذا ما فشلت، لأن هذه المقامرة ليست كسابقتها في عفرين شمال غربي سوريا، متهمة السلطنة التركية بقيادة أردوغان بأنها باتت في خدمة الإرهاب والإرهابيين...
وسوم: العدد 846