ما وراء جغرافيا نبع السلام ..؟ ما وراء ديموغرافيا الثلاثين كم ..!؟
أين السوريون السوريون في الساحة السورية ؟! ودائما يغلبني الشعر العربي ومنه قول الأفوه ..
"والبيت لا يبنى إلا وله عمد" فأين عمد البيت يا قوم ..؟!
بل راح يغلبني هذا الصباح قول الهجّاء دعبل الخزاعي ، ولا أريد هجاءً لأحد :
ما أكثر الناس .. لا بل ما أقلهم؟! والله يعلم أني لم أقل فندا!!
إني لأفتـح عيني حين أفتحهـا .. على كثير ولكن لا أرى أحدا
وكثير منا – وأنا الواحد من الكثير – همنا " بنبع السلام " وما نزال نهيم ، دون أن نسأل أو نتساءل : هذه الأشواك التي يتم نثرها على بعد ثلاثين كم من الحدود التركية ، أو من الحدود السورية ، يتم زرعها في أرض من ؟! وفي طريق من ؟! وهي إن كانت بذور حنظل وزقوم – وهي كذلك بكل تأكيد – فهي الغصة ستكون في حلق من ؟!
ثم هذا الثور الكبير الذي يجر خشبة المحراث ، فيشق بحديدته الأرض ، ويفجر الألغام ، ويحطم الدشم ، ويسقي زرعه في رحم أرضنا من صافي بترولنا ....سيصير بنا نحن أصحاب الحق بل الحقوق إلى أين ؟!
لا أشك لحظة أن الشريف حسين بن علي الأول ، لو أدرك أن مآلات محادثاته مع مكماهون ستنتهي إلى ما انتهت إليه لكان له ولبنيه من بعده شأن آخر فيما كان ... ولكن لا قول بعد أن يسبق السيفُ العذلَ ..ويبقى درس التاريخ لمن يعتبرون ..!!
تعلمنا ونحن صغار حين نرسم " الإنسان " أنه لا يتحدد أنه إنسان إلا برسم رأسه ، ولا تتحدد حقيقة الرأس إلا برسم عينيه . ومن هنا أطلق العرب في كناياتهم عبارات مثل " وجوه الناس " و" أعيان الناس " هل حقا أن حافظ وبشار الأسد لم يتركا بين السوريين وجوها ولا عيونا.. تشعر بالإحباط أكثر عندما ترى الكبار – أو من يجب أن يكونوا – يتضاغون ، ويتشاغلون ، ويديرون ظهورهم للمهم من الأمر يصيبهم ، وقديما تمدح الصعلوك منا أنه : " قليل التشكي للمهم يصيبه " وإذا كان حال صعلوكنا فكيف يجب أن يكون حال ...
وأعود للأسئلة الأهم مذكرا لا معلما ، وما ينبغي لي :
ماذا وراء دفع الإرهابيين ثلاثين كم جنوبا ..؟!
وكيف سيكون عليه الحال بعد أن يستقروا ويتمكنوا ؟!
وعلى حساب من سيكون الاستقرار والتمكن ...؟!
لماذا يعيد ترامب 500 جندي أمريكي مع الأسلحة والمعدات ؟!
وماذا يعني ذلك لعينينا الساهرتين على الفرات الرقة ودير الزور ؟!
أسئلة مصيرية مفتوحة على الغد الأقرب ، أو الأكثر قربا .. لست أزعم أنني أعلم من أجوبة هذه الأسئلة الكثير مما لا يعلمه هؤلاء الناس الذين أبحث عنهم ولا أراهم ..
لا أشك أنهم يعلمون أكثر .. ولكنهم يحبون السمر في أعراس الآخرين ، فالسمر في أعراس الأغنياء الأقوياء والأقوى يتحلب سمنا وعسلا ..
كلمتان لسيدنا رسول الله ..
" ولكن حمزة لا بواكي له "
هل نتفق على حمزتنا اليوم فنحميه قبل أن .. وانظروا إلى صفحاتنا .. قليلون يريدون أن يكونوا حيث امتدح رسول الله الأنصار : إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع ..
افعلوا شيئا ولو صغيرا ، قولوا كلمة أو كليمة يغفر الله لكم بها ، أو يذكركم بها التاريخ .. أو تكون حبلا ممدودا بينكم وبين الناس .
نشهد الله ثم الناس أننا ..
ضد جميع الإرهابيين من الحكام المُتسلطين والأجراء المسلطين ، من كل الملل والنحل والأقوام والعناصر ..
وأننا ضد كل الدويلات العنصرية أو الطائفية أن تقام على أي بقعة من أرضنا ، تحت أي راية أو عنوان ..
وأننا نعلم من أمر بوصلتنا ما يحدد أولويتنا بين أولوياتنا .. ولكن الذين لا نراهم لا يعلمون ..
قتلوا الشرير وتركوا لنا بعده للشر مائة بعلزبول ...
وسوم: العدد 848