كلام خفيف في السياسة ..
لايهم أن يقول البعض صرت متل العجوز الكرارة !
أو شايب خرفان !
وأقول كما قال صحابي جليل اللهم إني تصدقت بعرضي على الناس .
أنا من مواليد ١٩٣٢ ومن المؤسف أني لا أتذكر مايقابله من التاريخ الهجري وهذه نقطة سوداء في تاريخ حياتي أن أذكر الميلادي وأنسى الهجرة وتاريخها غفر الله لي .
في السنوات الأولى أيام الطفولة كنا نعيش في ظل الحكم الفرنسي ويسمى الانتداب ..
يعني نحن الشعب السوري انتدبنا فرنسا أن تتحدث عنا باسمنا في المحافل الدولية .
كنت وأنا صغير أسمع عن السلطان محمد رشاد صاحب الليرة الرشادية التي كانت هي كلمة الفصل في مهور الزواج .
وكنت أسمع عن السلطان عبد المجيد وإليه ينسب المجيدي ..
يقول الأب مفاخرا مهر ابنتي 200 مجيدي وهو من الفضة الخالصة .
وكنت أسمع عن حكم السلطان عبد الحميد الذي سيّر أول قطار يصل بين استنابول والمدينة المنورة الذي دمرّ وحطّم بأيدي أبناء القومية العربية بمعاونة الاستخبارات البريطانية أثناء الثورة العربية الكبرى !
ولازالت عرباته في الصحراء .
السلطان عبد الحميد باني ثانوية المأمون بحلب وجامعة دمشق واسمها الثكنة الحميدية نسبة لبانيها السلطان عبد الحميد .
وحكمنا فترة جمال باشا وازر باشا ونيازي وحدث صراع بين دعاه القومية العربية ودعاة القومية الطورانية وأعدم جمال باشا بعض الزعماء العرب وجعلوا له عيدا سموه عيد الشهداء يوم ٦ أيار من كل عام .
ويكذب على الله والتاريخ من يقول : ( استعمار عثماني ).
أبدا .. أبدا
لم يكن حكم تركيا للبلاد وسوريا منها استعمار ؟
كان الحكم طورانيا لا عثمانيا.
العثمانيون آثارهم في مساجد حلب ودمشق تدل عليهم ..
وأنا وكل علماء حلب وريفها وإدلب ومعرة مصرين وخان شيخون وأريحا .. نحن ولافخر خريجوا مدارس عثمانية ..
كالخسروية والإسماعيلية والشعبانية والأسدية ..
والعثمانية وهي مدرسة كبرى ومسجد من بناء عثمان باشا يكن .
وأخيرا أنا عشت ونمت وتربيت في مدرسة عثمانية هي القرناصية في أول الفرافرة.
وسمعنا الكثير ونحن صغار عن ( سفر برلك ) حيث سيق المئات بل الآلاف من أهل الباب وحلب للحرب ضد الغزاة الطامعين على دولة مسلمة ضخمة كانت أعظم من الولايات المتحدة اليوم .
في جناق قلعة مئات الشهداء من الباب وعلى رأسهم جدي حشن الخضر رحمه الله وأنا حفيده ولافخر .
حكمنا فترة الشريف حسين ولازال الشيوخ في بلدنا الباب يذكر بفخر ممثل حكم الشريف حسين .
كان مقر ممثله في الخستخانة التي هدمت لتوسعة شارع واخطأ من هدمها ولم يجعلها أثرا يحافظ عليه .
حدثني والدي والشيخ العلامة عبد الوهاب سكر رحمهم الله عن العدل الذي بسطه ممثل الشريف في المدينة .
ولم يعد لنفوذ العشائر مكان ..
فلا ظلم ولاطغيان.
هذا الرجل أعاد عدل عمر رضي الله عنه.
وعشت في عهد فرنسا
كان المليس وهم حكامنا في البلدة .
والمليس من أبنائنا تطوعوا موظفين عند فرنسا وهم يلبسون الطربوش الأسود على رؤوسهم ومقرهم أمام قهوة رسلان في آخر السوق الغربي .
ومرت الأيام ..
أحرار سوريا بقيادة علماء يحاربون المستعمر الفرنسي في حلب وريفها ..
وأما في دمشق فقد قاد العلماء أيضا الحرب ضد فرنسا وكان خطيبهم الشيخ علي الطنطاوي ومفتيهم الشيخ المحدث بدر الدين الحسيني وقد عينت فرنسا ولده الشيخ تاج رئيسا لدولة سوريا .
قامت الثورة ضد فرنسا قادها الطلاب والشيخ مصطفى الزرقا والشيخ معروف الدواليبي رحمهم الله وسقط من الطلاب إثنان أسماؤهم على لوحة في ثانوية المأمون
وانتخب الشعب الزعيم شكري القوتلي رئيسا للدولةسنة 943 وخرجت فرنسا بالخزي والعار ..
وصار يوم خروجها عيدا سميناه الجلاء في السابع عشر من نيسان 1946.
في سنه 949 حدث أول انقلاب عسكري
في البلاد بقيادة حسني الزعيم وكلمة زعيم عسكريا تعني عميد .
وانقلابه كانت خطته من الدول الكبرى وتنفيذه بيد عربية واعتقل رئيس الجمهورية القوتلي ورئيس وزرائه العظم ..
وللعلم حسني الزعيم كان كرديا.
ثم سقط حكم الزعيم بإنقلاب سامي الحناوي وعشنا فترة إنقلاب يتلوه إنقلاب وكان ثعلبها السيد أكرم الحوراني ابن حماة .
وفي هذه الأثناء كانت الطائفة الجبلية العلوية تعمل في الخفاء وعندما ثبتت أقدامها في الحكم جاء عهد ثورة آذار ..
وعاثت الثورة في سوريا فسادا
صغرت الكبير .. وكبرت الصغير .
وجعلت من الأمن هو كل شئ في تاريخ سوريا .
كان الأمن اسمه التحري أو المكتب الثاني
وهي التي ( الثورة ) منعت أن يجعل في الدستور مادة دين الدولة .
وكان من نجوم هذا العهد سليم حاطوم الدرزي وعبد الكريم الجندي إسماعيلي وصلاح جديد علوي .
وسار مركب السياسة المتلاطم وصرنا نسمع التجمع القومي اليساري ..
والحديث عن ثورة العار عفوا آذار يطول
ومن أهم منجزاتها أن سلطت الأمن على شعب تواق للحرية .
واستيقظ النائمون من أبناء الطائفة والساهرون والأمن يمهد لهم الطريق .
وصار الحل والربط بأيديهم ..
وسيأتي يوم لاقدر الله سيقال لمن يريد زيارة حماته إحصل على موافقة أمنية أولا ..
وللحديث بقية .
والله أكبر.. ولله الحمد .
وسوم: العدد 849