مجزرة نهر الشهداء، احدى آلاف المجازر التي نفذت تحت نظر وسمع المنظمتين التوأم
اعزائي القراء
قبل ان اكتب عن مجزرة نهر الشهداء ، نريد ان نعرف من هو الجنين الأول والجنين الثاني المشكلان للتوأم
الجنين الأول سموه "جامعة الحكام العرب" ولد هذا الجنين في ٢٢ آذار ١٩٤٥ ،
والجنين الثاني تأخر نزوله وأتعب الأطباء فقد ولد بتاريخ ٢٤ تشرين الأول عام ١٩٤٥ متاخراً عن شقيقه سبعة اشهر .
وبعد ٧٥ عاماً مازال هذا التوأم يمثل الحالة الشاذه والصامتة عن الجرائم المنفذة ضد الشعوب
فقد شن بعض الحكام العرب وعلى رأسهم مجرم دولي اسمه بشار الأسد حرباً تدميرية شاملة ضد الشعب السوري وسط إهمال متعمد من هذين الشقيقين التوأم وكأن الأمر لايعنيهما وليس من اختصاصهما !.
جرائم العصابة الاسدية العاملة تحت الحماية الروسية والإيرانية بلغت الآلاف دون عقاب ، ولكن لدي سؤال هام:
هل هناك سجلاً لهذه الجرائم لدى الشقيقين التوأم ؟
ًو سؤال هام اخر : هل زار أعضاء ما سمي بالمعارضةالرسمية والمعترف بهم من قبل بعض الدول عنابر هذا التوأم للتعرف على السجلات التي تخص الجرائم التي نفذتها العصابات الاسدية وأسيادها
الجواب لا بالمطلق.
فلا الزيارات نفدت، ولا ملفات كامله على الطاولة وضعت ، بل كل الملفات "ان وجدت" فهي بالعنابر والأقبية تتغذى عليها الجرذان التي اتخمت معدة التوأم .
هذا هو الحال المؤسف .
وحتى لا تضيع جرائم العدو فعلينا كشعب اصحاب القضية والألم ان نحتفظ بها ليوم موعود وهو قادم بإذن الله ، فبالنهاية ماحك جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع امرك .
اعزائي القراء
اخترت لكم مجزرة من اقذر المجازر المشابهة لمجازر الكيماوي والبرميلي والصاروخي ، مجزرة لاتحتاج لشهود ولا لوثائق، فالجزار كاد ان يقول امسكوني.
تعالوا نسترجع معاً هذه المجزرة :
في صباح شتوي غير عادي في يوم ٢٩/١/٢٠١٣، كانت أصوات القصف والقنابل تملأ الفضاء في مدينة حلب السورية الثائرة. اندفع عدد من الأطفال إلى أهاليهم في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، يخبرونهم أن نهر قويق قد حمل عشرات الجثث لأطفال ونساء وشيوخ، وقد تناثرت الجثث على جوانب النهر في منطقة بستان القصر.
خرج الناس لرؤية مشهد من أقسى مشاهد الثورة السورية حيث كانت العصابات التابعة للأسد قد قامت بتنفيذ إعدامات بعشرات المدنيين ورميهم في أعلى النهر لتصل إلى مناطق الثوار طافية على مياهه المختلطة بدمائهم، وكانت أجساد عشرات الشهداء كرسالة ترهيبية لأهلهم أننا سنستمر بقتل أبناءكم حتى ترجعوا عن تأييد الثورة.
قام السكان بانتشال تسعين جثة في اليوم الأول فقط، وتنظيفها من الطين والأوساخ ووضعها في مدرسة اليرموك، حتى يتم التعرف عليها من أهاليهم الذين جاؤوا لرؤية أحبائهم أجسادا قد فجرت رؤوسها بطلقات البنادق، وهم مربوطي الأيدي ومعصوبي العيون، وبعضهم ما زال يلبس ملابسه الكاملة وحذاءه ويضع خاتم الزواج في يده، وكثير منهم ما تزال الدماء تنزف من رأسهم، مما يدل أنه قد تم اقتيادهم من حواجز القوات التابعة للأسد وإعدامهم ميدانيا ورميهم في النهر خلال ساعات قليلة. كما تم توثيق حالات تعذيب وحشي على بعض الجثث التي وصلت مع النهر وغالبا ما تم ذلك في المعتقلات، كما تم توثيق آثار اغتصاب وتعذيب قبل القتل على أجساد خمس نساء من الضحايا.
لقد استمرت المجزرة وتدفق الجثث ٤٥ يوماً من يوم ٢٩/١/٢٠١٣ ووصلت آخر الجثث في يوم
١٤/٣/٢٠١٣ وكان قد ظهر خلال هذه الأيام الرهيبة ٢٢٠ ضحية معدومين بشكل غير إنساني، وتم إلقائهم بعدها في نهر قويق ليحملهم إلى أهلهم في مناطق الثوار.
تم توثيق المجزرة بتقرير تم كتابته عن المجزرة ويتألف من ٢٠٠ صفحة من الأدلة المادية والصور والأفلام سمي تقرير: " النهر إن حكى"
ولقد تم في التقرير توثيق صور الشهداء وأسماءهم (بعضهم ظل مجهولا) وتقارير عن طريقة وفاتهم من قبل الطبيب الشرعي وخبير الأدلة الجنائية التابعين للمعهد السوري للعدالة، وشمل العمل الجانب الإنساني أيضا حيث قام المختصون بغسل الجثث ودفنها بعد أخذ صور وعينات من الشعر للجثث المجهولة الهوية، كما قام الفريق بترقيم القبور بما يتوافق مع رقم صور الضحايا، ويتسم التقرير بالحرفية والمهنية المطابقة للمقاييس الدولية اللازمة لإثبات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
كما ألقى الجيش الحر التابع للثوار القبض على بعض من شارك في تنفيذ هذه المجزرة الرهيبة وقاموا بتوثيق شهادتهم ومطابقة أقوالهم، مع الاستعانة بخبراء الهندسة المائية لمعرفة كيف تقوم مياه النهر بحمل جثث الضحايا. ووجدوا أن عصابة الأسد تقوم برمي الجثث ثم تفتح المياه المخزنة سابقا لتحمل الجثث لعدة كيلومترات فتصل إلى الأراضي التي يسيطر عليها الثوار.
وثق المعهد السوري للعدالة بعد التحليل الجنائي لكافة الأدلة وتقاطعها مع الوقائع المادية، أن جهازيّ المخابرات العسكرية والمخابرات الجويّة إضافةً إلى ميليشيات موالية للحكومة السورية، والتي تتحكم في الحواجز الأمنية في مدينة حلب, كانت مسؤولة بشكل مباشر عن اعتقال وتعذيب المدنيين السوريّين على خلفية انتمائهم لمناطق حاضنة للثورة السورية في مدينة حلب, وتقوم هذه الجهات بتعذيب المدنيين بشكل ممنهج وإعدامهم ميدانيا خارج القانون وإلقاء جثثهم في نهر قويق للتخلّص منها, بطريقة مدروسة ومنظمة.
اعزائي القراء
هذه المجازر وأمثالها يجب ان تجمع بمجلدات منسقة بشكل تشمل اسماء الضحايا - موقع المجزرة - تاريخها - وثائق وصور ان وجدت - أسلحة المجزرة - الجهة المنفذة للمجزرة - اسماء المشاركين بالمجزرة . وتنسق هذه المجازر حسب تاريخ وقوعها
. لتوضع في يوم قريب ان شاء الله أمام قاض عادل قبل قاض السماء ليعيد لهذا الشعب جزءاً من حقوقه .
فلنستمر بالثورة متكاتفين والنصر للشعب العربي السوري الجريح .
وسوم: العدد 851