التفاتة من فضيلة العلامة الأستاذ مصطفى بنحمزة تجاه نزلاء داخليات المؤسسات التربوية بالمديرية الإقليمية بجرادة
في إطار العمل الخيري الذي يدعو إليه فضيلة العلامة الأستاذ مصطفى بنحمزة ويشرف عليه ، توصلت يوم أمس المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بمدينة جرادة بدفعة من الأغطية لفائدة نزلاء داخليات بعض المؤسسات خصوصا المستحدثة منها لمواجهة حملة البرد المتوقعة خلال شتاء هذا العام .
ولقد دأب فضيلته على إمداد الداخليات والمدارس الجماعاتية بهذه المديرية بالأغطية قبيل حلول فصل الشتاء الذي يكون قاسيا بحكم طبيعة مدينة جرادة وضواحيها . ويتابع فضيلته دائما وضع الناشئة المتعلمة بالجهة الشرقية عموما وبجهة جرادة خصوصا بالسؤال عنها كل من لهم صلة مباشرة بها ، وتأتي مبادراته الخيرية على ضوء ما يتوصل به من معلومات عن أحوالها .
ومعلوم أن فضيلته يجمع بين فضيلة العلم وفضيلة العمل الخيري ، ويصدق فعله قوله . وما دعي إلى محفل من المحافل لتنوير الناس بما نوره به الله عز وجل من علم إلا واستجاب لذلك بل يرى أن الاستجابة واجب وقيد يقيده كعالم له حضوره الدائم في المجتمع ، وما دعي لعمل خيري إلا واستجاب ، وتكون في الغالب استجابته أكبر من المتوقع ، ولا تقل عن المطلوب.
وبالرغم من ظروفه الصحية، فهو دائم الحركة والسفر لا يدخر جهدا في نشر العلم والمعرفة ، والنصح لكل من يستنصحه ، والرفد لكل من يسترفده ، وهو بذلك نموذج العالم العامل .
ولقد راكم فضيلته تجربة علمية منقطعة النظير ، وخبرة واسع بالحياة ، ويتجلى ذلك من خلال مداخلاته حين يستدعى إلى محفل من المحافل، ذلك أنه ينبه دائما أصحاب تلك المحافل إلى سبق الإسلام في مختلف مجالات الحياة مستشهدا بمصادر ومراجع يمليها من ذاكرته القوية بدقة متناهية مثيرة للإعجاب ، وهو بذلك ينفض الغبار عن مؤلفات نسيت أو كادت تنسى ، ويقدمها بشكل يثير الرغبة الملحة في التعرف عليها ، وهو بذلك يرد الاعتبار لتراثنا الغني المنسي.
واهتمامه بالعلم والمعرفة كبير ، لهذا هو يحرص كل الحرص على تتبع أحوال الناشئة المتعلمة في كل أطوار التعليم فيزور المؤسسات التربوية والجامعات والمعاهد لتشجيع تحصيل العلم، لأنه هو الرهان المعول عليه للرقي بالمجتمع ولتصحيح المسارات الناكبة عن الجادة على كل الأصعدة ، وفي كل المجالات .
ويدافع فضيلته باستماتة على التعليم العتيق ، وهو ميراث غني تم التفريط فيه بسبب فترة الاحتلال الفرنسي البغيض ، وهو يراهن عليه لتمكين هذا الوطن من النخبة العالمة التي تقوده قيادة راشدة تمكنه من الرقي والتطور ، وتجنبه الانزلاقات الخطيرة من خلال حراستها حمى الملة والدين .
ونسأل الله عز وجل تمام الصحة والعافية لفضيلته، وطول العمر مع طول العطاء ، كما نسأله سبحانه أن يبارك كل سعي يسعاه علما وعملا .
وسوم: العدد 853