رسائل غاشمة .. وردود حاسمة !

من قيصر الروم ، إلى معاوية:

علمنا بما حدث ، بينك وبين عليّ بن أبي طالب

وإنا لنرى أنك أحق منه بالخلافة

فلو أمرتني ، أرسلت لك جيشاً ، يأتيك برأس عليّ!

من معاوية ، إلى قيصر الروم:

أخَوان تشاجرا ، فما بالك تتدخّل فيما بينهما ؟

فإن لم تخرس ، أتيت إليك بجيش ، أوّله عندك ، وآخره عندي ، يأتيني برأسك ، أقدّمه لعليّ!

رسالة نقفور، إلى الرشيد ، وردّه عليها !

«من نقفور ملك الروم ، إلى هارون ملك العرب، أمَّا بَعْدُ؛ فإنَّ الملكة التي كانت قبلي ، أقامتك مقام الرُّخِّ، وأقامت نفسها مكان البيدق، فحملت إليك من أموالها ، ما كنتَ حقيقًاً بحمل أضعافها إليها، لكنَّ ذلك ضعفُ النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي هذا ، فاردد ما حصل لك من أموالها، وَافْتَدِ نفسك ، بما تقع به المصادرة لك، وإلاَّ فالسيف بيننا وبينك».

فلمّا قرأ «الرشيد» الكتاب ، استفزَّه الغضب، حتى لم يقدر أحدٌ ، أن ينظر إليه ، دون أن يخاطبه، وتفرَّق جلساؤه، فدعا بدواة، وكتب على ظهر الكتاب: «بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون أمير المؤمنين ، إلى نقفور كلب الروم؛ قد قرأت كتابك ، يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه ، دون ما تسمعه، والسلام».

وخرج «هارون» بنفسه ، في 187 هـ 803م، حتى وصل هرقلة ، وهي مدينة بالقرب من القسطنطينية، واضطرّ «نقفور» إلى الصلح والموادعة، وحمل مال الجزية إلى الخليفة ، كما كانت تفعل «إيريني» من قبل، ولكنه نقض المعاهدة ، بعد عودة الرشيد، فعاد «الرشيد» إلى قتاله ، في 188هـ 804م، وهزمه هزيمة منكرة، وقُتل من جيشه أربعون ألفا، وجُرح «نقفور».

  رسالة المعتصم ، إلى ملك الروم :

تبدأ القصّة ، بامرأة مسلمة ، ظلمت في بلاد الروم ، فنادت «وا معتصماه» ، فاستجاب لها المعتصم ، وأرسل جيشا إلى عمورية، فأرسل تيودور إمبراطور الروم ، إلى المعتصم رسالة يهدّده فيها، وقال المعتصم للكاتب أكتب: «بسم الله الرحمن الرحيم، أمَّا بَعْدُ؛ فقد قرأتُ كتابكَ، وسمعتُ خطابكَ، والجواب ما ترى لا ما تسمع،{وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ}، ثم زحف عليهم، وكان فتح عمورية في سنة 838م !

*

فمَن يُرسل ، اليوم ، من حكّام المسلمين ، مثل هذه الرسائل؟ ومتى يأتي مُن يرسل مثلها؟ وكيف؟

وسوم: العدد 855