بمناسبة يوم اللغة العربية ( 18 / 12 / 2019 ) ألا يقرؤون القرآن الكريم؟
اختصاصي هو اللغة الانجليزية وآدابها , ولكن اهتمامي باللغة العربية شديد فهي ركن ركين من ديني و هُويتي وثقافتي وكل كينونتي كإنسان يعيش ويعمل ويفكر تحت الاحتلال الصهيوني الغاشم في وضع سوريالي عجيب .
ولا يخفى على كثير ممن يعرفونني " تعصبي " الشديد للعربية والحرص على استعمالها دون ابتذال وتصويب من يلحن بها ما اسطعت لذلك سبيلا . وأربط دائما شيوع اللحن بالعربية بأمور كثيرة لا تقل عن عشرة وسأبوح بواحد منها فقط وهو : هجران القرآن الكريم ؛ أو تلاوته دون تدبر ودون تأمل ودون تعبد ودون تذوق .
وسأتحدث عن مظهر لحني واحد مما يُلحن بلغتنا الجميلة او اللغة الشاعرة كما قرر العقاد ذات يوم .
الامر المقصود ببساطة استخدام فعل الاستبدال بصوره العديدة ومنها : بدل واستبدل ....الخ .
واذكر أني قرأت صفحة لغوية ايام دراستي الاعدادية في مجلة " العربي " الكويتية ملخصها ان الباء تدخل على الطرف المتروك . واذكر بالصفحة قراءتي الآية الكريمة :" أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ " . فخزنتها وكان ذلك قبل عقود أربعة تزيد سنتين ربما .
وصرت أتامل آي الذكر الحكيم وأنا أتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار لأجد ثبات القاعدة.
وبالمقابل , لا يكاد يمر يوم حتى أسمع أو أقرأ انتهاكا لهذه القاعدة فأصوب ما اصوب وتجد الطرف المقابل يفغر فاه مستغربا . ولحظة الاستشهاد بالاية الكريمة المذكورة أعلاه يزيد اندهاش المعني فيكون حاله كحال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم قال عن آية :" وما محمد الا رسول ....." , " والله لكأني أسمع بها أول مرة ."
والطريف ان من بين من يلحنون هذا اللحن مختصو عربية ومثقفون بل وشعراء والقائمة التي عندي تضم اسماء مرموقة بتصنيف كثير من الناس .
وأما الكتب الرسمية التي تصدر عن دواوين الدول ومنها وزارات التربية فهي قاطبة تقع بهذا الخطأ بسيط التعلم والادراك وكثير التكرر وجميل التصويب .
وسأكتفي بمثالين مستلين من لائحتي التي توثق لهذا العيب الكلامي :
المثال الاول :
ورد الينا الخطاب الآتي :
" يستبدل تعريف ..............بالنص الآتي : ..........."
وأورد الخطاب النص المطلوب اعتماده .
وبهذه الشاكلة انعكس المعنى تمام الانعكاس وغدا المطلوب تركه مطلوبا والعكس صحيح . وكان حريا القول ( مثلا ) : يستبدل بتعريف ..... النص الاآتي ) .
المثال الثاني :
كنت احضر احتفالا قبل أيام حين قال المتحدث خاطبا فينا حرفيا :
" ....وأن نستبدل مخنا الفاضي بعقلنا المفتوح ."
ويكون المعنى الظاهر بهذه الصورة عكس ما أراده المتحدث تماما .
وختاما فإني أدعو الى ديمومة تلاوة كتاب الله تعبدا طبعا وتاملا ودراسة تحسينا وتحصينا لأمور كثيرة ومنها لغتنا العربية .
وآملُ ان تقصر قائمتي باسماء اللاحنين بهذا اللحن والا يتم رفدها دائما يتلك اللحون .
وكل عام وأبناء العربية وناطقوها ومتعلموها وصائنوها بكل الخير .
وسوم: العدد 856