التحية والتجلة والتقدير إلى كل قيادات النخبة السورية الذين غادروا مركب التفريط والتضييع والتزوير
بات هم الشعب السوري الأكبر هذه الأيام في اللعبة التي تدار عليهم باسم العملية السياسية ، والحل السياسي ، والمنصات المتحدة ، والهيئات المضطربة ، والتجمعات المتشاكسة ..
كل السوريين العقلاء أو الشرفاء يعلمون أن ما يديره عليهم اتحاد بوتين وترامب والولي الفقيه ما هو إلا عملية التفاف على الثورة السورية ومطالب الشعب السوري التي هي في جملتها مطالب أساسية ، يطالب أرباب جمعيات الرفق بالحيوان بأكثر منها لحيواناتهم . ولإعادة الشعب السوري المنتهك إلى بيت الطاعة الأسدي ، وبشروط أكثر ذلة ومهانة وإجحافا مما كان عليه الأمر قبل 2011 ..
همّ السوريين الأكبر اليوم كيف يقبل بعض السوريين المحسوبين على الثورة أن يكونوا الجسر الذي يعبر عليه الحل البوتيني السليماني ؟!!! ،
كيف يقبلون أن يكونوا تلك القابلة التي تمنح الشرعية لهذا المولود الشائه في خلقه وخُلقه ؟!
ومع إطلالة العام 2020 يشعر السوريون بقتامة الأفق المسدود . وبكثافة صخور الياس الجاثمة على صدروهم أثقل من جمل امرئ القيس الذي يتمطى بصلبه وينوء بكلكله .
لتفتح في أفق السوريين المسدود المعتم نافذة أمل واقعي يمثلها في الحقيقة أولئك السوريون الذين أبوا أن يحملوا أسفار بوتين وقاسم سليماني وحطب ترامب وآخرين ..
أولئك السادة القادة الذين أعلنوا في فترات متتابعة ترفعهم عن الخوض في مسارات الخائضين ، فانسحبوا من هيئات وتشكيلات المعارضة التي ظل يعاد فكها وتركيبها على عين من أعداء الشعب السوري ، أعداء الهوية وأعداء الحضارة وأعداء الإنسان..
وفي الحقيقة وبقليل من التأمل نجد أن قائمة هؤلاء السادة المتعالين على العبث والراغبين عن المزالق ، والمتحوطين من الدنس ، والذين يعيشون اليوم ويستشرفون الغد أكبر وأطول من أن نحيط بها على استعجال . ولولا الخوف من أن أنسى كريما لا يجوز أن ينسى في هذا المقام لسردت من أسماء النخبة السورية الذين تعالوا فاعتزلوا العشرات .
تقريبا كل رجال الطبقة الأولى من النخبة الذين يحترمون أنفسهم غادروا مركب التفريط والتزوير، وانسحبوا صونا للعرض وللحياء وترفعا عن تحمل مسئولية الغد المثخن كما يريده بوتين وترامب والولي الفقيه . ودائما يجب أن نميز عندما نذكر هؤلاء بين الذين ابتعدوا ترفعا وبين الذين أبعدوا تخففا فبين هؤلاء وألئك بون بعيد .
فإلى هؤلاء الكبار الكبار من كل المشارب والتوجهات نرفع تحية إجلال وإكبار وتقدير واعتراف بالسبق وبالفضل ، وبحسن التقدير للموقف ، وبجميل التبصر بالعواقب ؛ فالسياسة كما رأها أصحاب الفضل هؤلاء ليست نُهزة ساعة . ولا امتطاء ظهر موجة ، ولا خطفة في ضوء لمعة برق ..
ومع تحية الإكبار والإعجاب والتجلة لكل من غادر مركب التفريط والتخاذل والانقياد أعيد الالتفات إلى هؤلاء الذين كانوا موضع الثقة والأمل أن الترفع ليس عزلة ، وأن الخلاص في القضايا العامة ليس فرديا ، بل هو خلاص جماعي يصنعه أصحاب الرأي والمرواءت لمجتمعهم وشعبهم .
أبسط ما ننتظره من أولئك الكبار :
طي كل ما بينهم من اختلافات وهي مقدرة ومشروعة . فما حان موعد هذه الاختلافات
ثم الاجتماع من جديد لتشكيل معقد أمل لكي السوريين يستمعون منه ، ويتوجهون إليه، وينتظرونه وينتظرون منه .
معقد أمل يقوم بعبء الكبار . ويترك لغيرهم ما ارتضوهم لأنفسهم من ..
المشهد السوري اليوم بحاجة إلى رأي الحكيم الوطني الذي يعبر عن بوصلة الغد الجميل بكلمة نعم حيث تنتظر ، أو بكلمة لا حيث تجب ؛ بحسب المقتضى الوطني المستقل الجميل .
وسوم: العدد 857