عتاب مظلوم لمظلوم
نتفهم موقف حماس في تعزيتها بمقتل مجرم الحرب قاسم سليماني، وذلك في غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي، ولكن ما يحز في النفس ترحمها عليه ونعتها له بالشهيد، والإشادة به كأحد أبرز القادة العسكريين الإيرانيين، والذي كان له دور بارز في دعم المقاومة الفلسطينية، كما تصفه.
ونؤيدها بإشارتها إلى إدانة العربدة والجرائم الأميركية المستمرة في زرع وبث التوتر في المنطقة وخدمة العدو الصهيوني المجرم، كما نؤيد ما جاء في بيانها من إن الولايات المتحدة الأميركية تتحمل المسؤولية عن الدماء التي تسيل في المنطقة العربية، خاصة أنها بسلوكها العدواني تؤجج الصراعات دون أي اعتبار لمصالح الشعوب وحريتها واستقرارها.
كما بدأت فإننا نتفهم موقف حماس في تعزيتها بمقتل مجرم الحرب سليماني وقد أدار العرب ظهرهم لها، وضيقوا مع إسرائيل الخناق عليها وعلى الشعب الفلسطيني، ولم تجد غير اليد الإيرانية تمتد إليها بالدعم والمساعدات على قلتها وبساطتها، وكان الأولى والأجدر أن تأتيها من يد عربية حانية مشفقة، ولكن هذا لا يعني في أن تذهب حماس بعيداً بكيل المديح لمجرم حرب تلطخت أياديه بدماء السوريين والعراقيين واليمنيين وتنعته بالشهيد، ولا أعرف كيف تنعت هذا السفاح المجرم بالشهيد متناسية الشهداء الذين سقطوا على يده ويد ميليشياته الطائفية والرافضية التي جندها من مختلف دول العالم، وهم ليسوا بالعشرات بل بمئات الألوف، ومجرم الحرب النافق هذا كان يردد: "الطريق إلى تحرير القدس يمر عبر حلب والرقة ودير الزور"، وهو الذي عمل على نشر المذهب الرافضي واستغلال حاجات الناس؛ وعوزهم للمال والعيش والسكن والاستقرار والأمن والبقاء على قيد الحياة، ليتحولوا عن عقيدة الإسلام إلى عقيدة الرافضية الصفوية المجوسية، وهو الذي حول المساجد في المحافظات السورية إلى محافل للطم وشتم الشيخين والصحابة، والطعن بأمهات المؤمنين وعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي كان وراء انتشار الحسينات الرافضية لإقامة الطقوس الكهنوتية التي لا تمت إلى الإسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد.
إن ظلم الأنظمة العربية لكم يا أخوتنا في حماس لا يعني أن تثأروا منهم بالسكوت على مظالم ارتكبها هذا السفاح مجرم الحرب قاسم سليماني، بحق الشعب السوري والشعب العراقي والشعب اليمني، ونعتكم له بالشهيد يمزق نياط قلوبنا، وهو في الحقيقة لا يستحق أكثر من كلمة "نفوق"، لأن كل ما قام به وعلى مدار سنوات طويلة في كل من العراق والسورية واليمن يستحق على كل مفردة منها مئة ألف قتلة وقتلة.
وسوم: العدد 858