الشعب الفلسطيني شعب راشد لا يقبل وصاية عليه من أية جهة مهما كانت ولن يرضى بما دون حقوقه المشروعة
يحتار المواطن العربي من الخليج إلى المحيط من سرعة تداعيات إعلان الإدارة الأمريكية عما سمي بصفقة القرن ، ذلك أن الشعب الفلسطيني وقيادته عبرت عن إدانتها ورفضها لهذه الصفقة ،وهي قسمة ضيزى يحصل بموجبها الصهاينة المحتلون على كل ما يريدون ، و في المقابل يفرض على الشعب الفلسطيني بموجبها ما يفرض عادة على طرف خاسر في حرب أمام طرف خرج منها منتصرا .
ومقابل رفض الفلسطينيين شعبا وقيادة هذه الصفقة التي أريد بها إذلالهم ـ وهم الأدرى بشؤون قضيتهم كدراية أهل مكة بشعابها كما يقال ـ ومساندة الشعوب العربية والإسلامية لهم في ذلك ، تراوحت مواقف الأنظمة العربية بين رافض أو مؤيد لها أو متحفظ بعض التحفظ عليها أو متمهل في الحكم عليها ريثما يتبين خيطها الأبيض من خيطها الأسود ، وإن كان يقينها عند الفلسطينيين قيادة وشعب وهم من اصطلوا بنار الصهاينة المحتلين وعانوا من نقضهم كل مرة عهودهم في العديد من مسلسلات سلام كانت كلها مجرد سراب خادع بقيعة .
وكان الأولى والأجدر بالأنظمة التي سارعت إلى مباركة الصفقة المشئومة أن تستشير أولا من يعنيهم الأمر وهم الفلسطينيون ، فإن كانوا راضين عنها جازت مباركتهم لها، ولا لوم عليها حينئذ . وكان أيضا من المفروض أن تستشير تلك الأنظمة شعوبها إما عن طريق استفتاءات عامة أو عن طريق البرلمانات الممثلة لها ،علما بأن إرادة الشعوب العربية من إرادة الشعب الفلسطيني، ولا يمكن إلا أن تقف إلى جانبه في كل الأحوال .
ولا يمكن أن يفسر تهافت تلك الأنظمة على مباركة الصفقة المرفوضة من طرف من يعنيهم الأمر ، ومن طرف من يؤيدهم في الدفاع عن حقوقهم المشروعة إلا بكون المتهافتين لهم مصالح غير معلنة في الإسراع في إبرامها حتى لا تضيع تلك المصالح ، علما بأن القضية الفلسطينية أقدس من أن يرتزق بها .
ولهؤلاء نقول إن إرادة الشعب الفلسطيني، ومعها إرادة الشعوب العربية والإسلامية من إرادة الله عز وجل ، والتاريخ سيسجل من ساند ودعم القضية الفلسطينية ولن يرحم من تخلى عنها ، واستعجل نفض يده منها بمباركة صفقة قسمتها ضيزى.
وسوم: العدد 862