اردَعْه ليهابَك ، ولا تكن بغلاً يركبك ، ولا شاة يأكلك ، ولا فأراً يسحقك !
الرَدع : إظهارُ القوّة ، التي تمنع العدوّ ، من عدوانه !
الشاعر يقول : ومَن لايَذُد ، عن حوضه بسلاحه .. يُهدّمْ ..!
أَمطَرَ هتلرُ ، لندنَ ، بالقنابل .. وحين أُمطِرتُ بَرلينُ ، بِمثلِها ، ارتَدَع !
الطائرة تدمّر وتُحرق ، وإسقاطها يحتاج سلاحاً : طائرة ، أو صاروخاً ؛ وإلاّ فتحتاج إلى صاروخ ، يَسقط على بيوت العدوّ، فيدمّرها ، كما تدمّر، هي ، بيوتَ الآمنين ، على رؤوسهم .. وتدمّر المساجد، على رؤوس المصلين.. وتدمّر المشافي، على رؤوس المرضى والأطبّاء!
إنها سياسة الردع : صاروخ ، على رؤوس الأمنين ، من أطفال ونساء وشيوخ .. يقابله صاروخ ، على بيوت المجرمين ومنشآتهم ! وقد باتت الصواريخ ، كلعَب الأطفال ، في أيدي الميلشيات المختلفة !
هذه ثقافة عامّة ، ليست سياسة ، ولا عِلماً عسكرياً ، ولا سرّاً من أسراردولة ، ولا لغزاً صعبَ الحلّ ، ولا عدواناً على أحد ! مارسَها القدماء ، في عصور مختلفة ، واستخدموا فيها ، كلّ مايَردع ، وكلّ مايكفّ أذى المعتدين .. أيّاً كانوا !
والأسئلة المطروحة ، المشروعة ، هي :
إلى متى ، تظلّ طائراتُ المجرمين وصواريخُهم ، تدمّر : بيوتَنا ، على رؤوس أهلينا .. ومساجدَنا ، على رؤوس مُصلينا .. ومشافينا ، على رؤوس مرضانا .. ومدارسَنا ، على رؤوس طلاّبنا ..!؟
وما الذي يمنع المقاتلين ، المدافعين عن أوطانهم وأهليهم ، من استعمال الصواريخ ، التي تدكّ مُدنَ المعتدين ، وقراهم !؟
وإذا كان الداعمون بالسلاح ، يشترطون ، عدمَ استعماله ، ضدّ مُدن المجرمين ، فلمَ ؟ ومَن هُم؟ وهل يمارسون، كلهم، مثل هذا المَنع؟ وهل يَعجز المقاتلون، عن إيجاد الوسائل المناسبة، لجعل حاضنة المجرمين ، تستجير، وتَصرخ : كفّوا بلاءكم ، عن الآمنين ، ليكفّ مقاتلوهم عنّا؟
وسوم: العدد 862