حين يتحدث الكذب
بداية دعونا نُعرّف الكذب على ومضة تقديرٍ للمفاهيم، والمبادئ، والقيم، والرسالات السماوية..
فهو صفة مذمومة وغير مُحببة، ومُنافية لكافة الأديان، وصاحبها غير مرغوبٍ فيه على كل الأصعدة الأهلية، والاجتماعية، والتطوعية، ونحوها.
وإذا ما أردنا أن نُلهب ضجيج السُخرية حوله..
فهو لغةً: رقصة وطبلة..
واصطلاحاً: (تيلتين) تلعب بين مُدرجات الحواجب والنظرات، وعرجة فوق عُكازة تقاسيم الملامح والنواطح بالتدليس والخُزعبلات..
وتظهر مضامين الكاذب تحت هذه المظاهر الشائعة نحوه في:
ــ عدم الاستقرار الذهني.
ــ لغة جسده مضطربة.
ــ زيغ البصر في الحديث كمسندةٍ للثقة.
ــ استخدام الكلمات القليلة والقصيرة.
ــ التكلف العصبي؛ ويتجلى ذلك في وجهه بمسح العرق، وتنظيف النظارة، ومداومة تحريك الأنف، وعدم النظر للمُخاطب إليه بطمأنينةٍ وثباتٍ واستقرارٍ.
ــ التكرار بالكلام.. وذلك ببث الكلمات والإشاعات على بند (يقولون، وسمعت بأذني، ونقل لي أحد الثُقاة).
ــ التعميم المُطلق كرافدةٍ لإثبات الذات.
ــ الاستخفاف بالأفعال والأفكار وأصحابها، وأيضاً التفنن بالوشاية، وتعبئة كل الأطراف للمصلحة الذاتية.
ــ يعيش صاحبها دور المُوجه والوديع بين أهل التخاصم، ويعش الدور بكتابة السيناريو، وتوزيع الأدوار، ويُكلل بعدها بالمديح، والنظرة الثاقبة والسديدة بالفطنة والحصافة.
ختاماً:
ماذا نقول لمن يمتهن الكذب بالملح أو السكر لدهاليز أثواب الرجال؛ ووقايةً لزهو أطراف الخصال؛ وهل للثقة أمكنة فوق أُحجيات الأقوال وقناديل الأفعال حينها وساعتها؟
وسوم: العدد 866