أسيادنا زيد والصديق
وحي الصدور 73:
كتب أحد الزملاء لايحضرني الآن اسمه عبر صفحته أنّ الله تعالى ذكر اسم سيّدنا زيد رحمة الله عليه ورضوان الله عليه في قوله تعالى:
"َلَمَّاقَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَ" الأحزاب - الآية 37. وفي المقابل لم يذكر اسم سيّدنا الصديق رحمة الله عليه ورضوان الله عليه بالاسم وهو من هو في المقام والرفعة واكتفى بـ "صَاحِبِهِ" في قوله تعالى: " إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" التوبة - الآية 40. وعليه أقول:
1. ذكر الله تعالى بالاسم المولى والضعيف والخادم سيّدنا زيد رضوان الله عليه ولم يذكر بالاسم السيد والغني والقوي سيّدنا الصديق رضوان الله عليه.
2. ذكر بالاسم سيّدنا زيد لأنّ المسألة -في تقديري- تتعلّق بالتبني والنسب فذكر اسمه ليعرف الجميع أنّ المعني بالاسم الذي كانت العرب تعرفه وتسميه "زيد ابن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم" لم يعد كذلك وأصبح اسم سيّدنا زيد كغيره من الأسماء صاحبا وغريبا عن الأهل والأزواج وليس ابنا ولا من المحارم.
3. قداسة النسب تطلبت أن يذكر المعني بالاسم وليس بالإشارة مايعني عدم التساهل مع الأنساب ولذلك وضع "حفظ النسب" ضمن الكليات الخمس الكبرى.
4. في المقابل أعترف أنّي لاأعرف لماذا لم يذكر اسم سيّدنا الصديق رضوان الله عليه بالاسم وهو الصاحب الملازم لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وذكر بـ "إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ".
5. مالفت انتباهي أنّ الله تعالى لم يقل: "إِذْ يَقُولُ لِخليفته" لأنّ الخليفة لا يفرضه الله تعالى على عباده ولو كان الصاحب الملازم لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم والنّاس مطالبون باختيار خليفة لهم ووفق شروط معيّنة تخدمهم في دينهم ودنياهم ولا يحق فرضه تحت أيّ اسم من الأسماء فإنّ ذلك يعتبر توريثا للحكم وسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لم يورّث أحدا من عائلته ولم يوصي بالخلافة لأحد في حياته.
6. يختار الخليفة ضمن شروط وميزات يمتاز بها الخليفة عن غيره فكانت الصحبة إحدى المعايير –أقول إحدى المعايير- في اختيار الصديق خليفة للمسلمين باعتباره نال لقب "صَاحِبِهِ" دون غيره من أسيادنا الصحابة رضوان الله عليهم جميعا.
7. أخفى الله تعالى اسم الصديق وأظهر ميزته المتمثّلة في الصحبة فقدّمه النّاس على غيره واختاروه خليفة عليهم بميزته وهي الصحبة بالإضافة إلى ميزات أخرى كإمامة المسلمين[1] في حياة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
[1] للزيادة، راجع من فضلك مقالنا بعنوان: " سيّدنا الصديق.. الأحقّ بالخلافة" وبتاريخ: الأربعاء 3 جمادى الثانية 1441 هـ - الموافق لـ 29 جانفي 2019
وسوم: العدد 867