استثمار الوباء ..
مثلما يفكر تجار الحروب في استغلال مصائب الناس ويتبجحون بقولهم: مصائب قوم عند قوم فوائد؛ ينبغي على الدعاة والعلماء والمصلحين أن يفكروا في استثمار كل بلاء ووباء، وتحويل كل تحدٍ إلى فرصة، ولكن ليس من أجل نفخ جيوبهم وتعظيم أرصدتهم؛ بقدر ما هو من أجل عرض دينهم ونشر دعوتهم في العالمين، باعتبار أن شيوع الداء والوباء مظهر من مظاهر عظمة الخالق سبحانه، ووجه من أوجه عجز الإنسان (الفهيم الخبير) وحيرته وضعفه ..
وهنا يتدخل الداعية بأسلوبه الحكيم ليقول للقاصي والداني وللمسلم والكافر:
إنه الله الكريم فاطلبوا كرمه.
إنه الله الفتاح فاطلبوا فتحه.
إنه الله الشافي فاطلبوا شفاءه.
ويستمر الداعية الحكيم في بث معاني الأمل والتفاؤل والاستبشار في ظروف هي الأسوأ وأحوال هي الأشد، وكأنه من عالم الفضاء الخارجي، فيبعث بثباته وتفاؤله معاني التفاؤل والأمل فيمن حوله ..
وهنا ينطق قلب العاصي والكافر بل والملحد الجاحد كذلك متسائلاً عن سرِّ هذه السكينة والثبات .. ليأتيه الرد من خلال رؤيته لذاك الداعية يعتاد المساجد، ويبتهل إلى الله وهو راكع وساجد.
وسوم: العدد 867