أنا أقرع الجرس
ليت فريقا الانقسام في الساحة الفلسطينية يتخذون من التقارب في ساحة دولة الاحتلال الإسرائيلي في أجواء الانتخابات التي أجريت أخيراً عبرة، فرغم الخلافات السياسية والاجتماعية والاقتصادية العميقة، واشتداد حملات التنافر والتصادم، إلا أن المصلحة العليا للبلاد حتمت على كل الفرقاء التوحد في مواجهة العدو المشترك المعروف بـ (وباء كورونا)، فتناسوا أحقادهم، وتساموا فوق الخلافات، مع أن الخلافات بين الأحزاب الإسرائيلية جذرية وعميقة، حيث وصفهم الله في كتابه العزيز بأن: (بأسهم بينهم شديد، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى).
أما فريقا الانقسام في مجتمعنا الفلسطيني فلم تحركهما كل ما آل إليه حال بلادنا المحتلة من إرهاب الاحتلال والحصار وانهيار اقتصادي، ولا حتى اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل السفارة، وغير ذلك من إجراءات التهويد والقتل والمصادرة والاعتقال غير المبرر، وحتى ونحن نواجه مع العالم هذا العدو الخفي الذي يداهم الجميع بلا رحمة لم يحرك فينا ذلك الوباء مشاعر الانتماء الوطني والانحياز للشعب والأرض والتاريخ.
إذن، لا بدَّ من تعميم ثقافة الوحدة الوطنية من خلال المسارعة لنبذ حالة الاختلاف والعداء، وتكريس ثقافة التراحم والمصالحة الحقيقية وإنهاء الانقسام، فنحن شعب واحد، جذورنا واحدة، تجمعنا مقومات الشعوب الحقيقية، فلسنا طارئين على هذه الأرض!!
فهل يدرك المنقسمون أبعاد استمرار انقسامهم وانعكاساتهم على مستقبل هذا الشعب والوطن؟ وهل نرى ونسمع الجرأة والصدق والإعلان اليوم قبل الغد بما يطمئن الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده ولجوئه، ويدخل على أمة المستضعفين البهجة والسرور؟ وليس ذلك على الله ببعيد، وأنا أقرع الجرس وانتظر الإجابة.
وسوم: العدد 870