ما بعد كورونا ليس كما قبله
دول الفيتو وجائحة كورونا
معظم عقلاء العالم ومفكريهم يعتقدون ما يعتقده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (إن ما بعد كورونا ليس كما قبله)، وكل هؤلاء عايشوا تخبط دول الفيتو التي فوجئت بهذه الجائحة الفظيعة، ووقفت حيرى أمام اجتياحها لها على حين غفلة رغم كل ما تملك من أسلحة التصنت والكشف المبكر؛ وقد شهدنا ملاحقتها لذبابة تطير في أقصى الأرض ولا يخطؤون مراقبتها حتى تحط في المكان الذي اختارته فيسارعون في اصطيادها، إلا فيروس كورونا عجزوا عن معرفة جيناته، ولم يتمكنوا حتى الآن من وقف انتشاره وفتكه بالناس، بما فيهم الملوك والرؤساء والقادة والوزراء والمسؤولين بكافة تسلسل الألقاب، ولم ينفعهم ما يملكون من أسلحة الدمار الشامل والفتاك ولا الأساطيل التي تجوب البحار والمحيطات، ولا أسراب الطائرات التي تغطي السماء.
أسباب عجز دول الفيتو من فعل أي شيء في مواجهة كورونا
وسبب عجز دول الفيتو في مواجهة هذا القاتل المجهول يتمثل في الملهاة التي يعيشونها، ورسم الخطط وتبني الأجندات كل في مواجهة الأخر، لتقاسم النفوذ وسرقة الثروات، والمصالح المتبادلة على سطح هذه الأرض التي ابتليت بهم كيداً وتآمراً، فيخترعون حروباً هنا وهناك لشغل الناس عما يخططون ويدبرون، ليحصدوا المكاسب ويحققوا الأهداف ويتقاسموا الثروات والنفوذ والمصالح على حساب دماء الشعوب وفقرهم وجوعهم وتخلفهم وعوزهم.
دول الفيتو هم الضحية الأولى لكورونا
دول الفيتو التي تحكمت في العالم منذ العام 1945 هي الآن أولى ضحايا هذه الجائحة القاتلة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة؛ التي كان رئيسها بالأمس القريب يتباها بأن بلاده هي الدولة الأقوى في العالم، ومن حقها أن تتحكم بهذا العالم، فلم يمض إلا بعض الوقت؛ حتى ركع هذا المتعالي على الله وقدرته يستجدي من عدوه اللدود الصين الدواء والخبرة، لوقف هذا الفيروس المجهول الذي راح يحصد الآلاف من شعب هذه الدولة العظمى، ولا ننسى حال بريطانيا الدولة التي كان يقال لها (بريطانيا التي لا تغيب الشمس عن ممتلكاتها)، بكل عظمتها وجيوشها الجرارة؛ لم تستطع منع كورونا من أن يحط رحاله في بيت ملكها، وكذلك كان حال فرنسا، وإيطاليا واسبانيا وباقي المنظومة الأوروبية المتعالية على البشر.
لابد للعالم أن يغير القوانين والتشريعات التي وضعتها دول الفيتو
وأمام هذه المستجدات وما أصاب العالم من إحن ومحن؛ كان لابد لهذا العالم أن يفكر جدياً في تعديل القوانين والتشريعات التي سنتها دول الفيتو وفق مصالحها وأجندتها، قبل أن يعريها ويكشف حقيقة هشاشتها فيروس كورونا الذي لا يُرى في العين المجردة، بما يتلاءم ومصالح البشر بغض النظر عن العرق أو اللون أو اللغة أو الدين.
الدول الإسلامية والدور المنتظر منها
الدول الإسلامية هي المؤهلة لأن تلعب دوراً بارزاً يعيد التوازن إلى سكان الأرض، وهي المؤهلة لقيادة العالم الذي يفتقد للعدل والأمن والسلام والمساواة والقيم التي يحملها الإسلام ويبشر وينادي بها، امتثالاً لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وسوم: العدد 871