مواعظ العلماء والدعاة المبثوثة عبر وسائل الإعلام تخفف من شدة وقع أخبار جائحة كورونا

أحاديث ومواعظ العلماء والدعاة المبثوثة عبر وسائل  الإعلام المرئية والمسموعة والرقمية تخفف من شدة وقع أخبار جائحة كورونا في النفوس

من نعم الله عز وجل التي تستوجب الشكر الكثير نعمة اللطف الذي يتفضل به سبحانه وتعالى على عباده مع كل شدة تحل بهم . ومع شدة جائحة كورونا التي أفزعت الناس  إلى درجة الهلع ،لم تعوزهم عنهم نعمة اللطف الإلهي ، وهو رأفة ورفق ورحمة منه سبحانه وتعالى ، ذلك أنه بقدر ما تحدث أخبار الجائحة  من فزع في الناس وهي تسرد أعداد المصابين والأموات ، يجدون ما يخفف عنهم من وقع ذلك في أحاديث علماء الأمة ودعاتها الذين لا يدخرون جهدا في الأخذ بأيديهم إلى ما يبعث الطمأنينة في نفوسهم ، ويقوي من عزائمهم بكلمة النصح المؤثرة فيهم المستقاة من كلام الله عز وجل ومن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم .

ولقد أدرك هؤلاء العلماء والدعاة الأفاضل بعدما فرض ظرف الجائحة تعطيل رسالة منابر الجمعة جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فعمد عدد منهم إلى تعويض الخطب المنبرية بالتواصل مع الناس عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والرقمية وهم في حجرهم ، وبذلوا قصارى جهودهم في تنويرهم بما تلزم الضرورة العلم به من دين الله عز وجل في مثل ظرف هذه الجائحة . ولقد عرفوا للناس ما يجهله  السواد  الأعظم ، وما يغفل عنه من كان على علم به . ولم يدخروا جهدا أيضا في دفع دعوات التشكيك في لجوء الناس إلى خالقهم عن طريق الدعاء والضراعة إليه لكشف غمتهم ، و رفع البلاء عنهم، الشيء أعاد إليهم الثقة في الله عز وجل وفي أهمية الدعاء الذي هو روح العبادة .

 وإن أحاديث العلماء والدعاة في هذا الظرف لعبت دورا مهما في ربط الناس بخالقهم سبحانه وتعالى ، و تقوبة الصلة بهع ، وحثهم على الإقبال عليه بما تعبدهم به من فرائض مع الزيادة على ذلك بالنوافل صلاة، وتلاوة لكتابه عز وجل ، وإحسانا وصدقة ، ونصحا ومواساة لمن هم في أمس الحاجة إلى ذلك عسى أن يكون  كل ذلك توسلا إليه  سبحانه للتعجيل برفع البلاء .

ولا يوجد أحسن ولا أفضل مما يتداوله الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام  في هذا الظرف من أحاديث أهل العلم بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،والتي فيها شفاء للنفوس التي أجهز عليه الفزع والهلع بسبب الجائحة .

ولا بد من التنويه بجهود هؤلاء العلماء الأجلاء ، والذين نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر وهم  كثر فضيلة العلامة الأستاذ مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي، وعضو المجلس العلمي الأعلى ، ومدير مدرسة البعث العتيقة بوجدة  الذي صارت أحاديثه التي تذاع  على القناة الوطنية الثانية ، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي نقلا عنها بمناسبة هذا البلاء محط اهتمام كبير من طرف جميع  المغاربة ، وفيها ما يشفي ويكفي جزاه الله كل خير .

 ونذكر أيضا فضيلة العلامة الأستاذ مولود السريري مدير مدرسة تنكرت العتيقة  الذي تتناقل وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الرقمية أحاديثه الرصينة وذات الآثار الطيبة في النفوس لمواجهة  كل ما يمكن أن تحدثه أخبار الجائحة في النفوس  من خوف وهلع ، وفيها ما يحثهم  على الثبات والصبر واللجوء إلى الخالق جل وعلا  تضرعا وتقربا ، واستدرارا للطفه .

والإشارة إلى  هذين العلامتين إنما جاء على سبيل الذكر لا على سبيل  الحصر لأن عدد العلماء الأجلاء  عندنا ، وفي كل بلاد الإسلام الذين يسهرون على رفع معنويات الأمة كثر جزاهم الله عنا كل خير .

وبقي أن ننصح في الأخير الجميع بالتعاطي لأحاديث هؤلاء العلماء في ظرف الحجر ، والاستئناس بها لما فيها من خير ، وهي من نعم الله عز وجل ومن لطفه الذي لا يفارق كل بلاء ، وليكن الجميع على ثقة لا يلابسها شك أنه سبحانه وتعالى إنما أراد بنا خيرا ، وأن ما نزل بنا إنما هو ابتلاء منه جل وعلا محبة فينا ، وليزداد حبنا له ، ويزيد إقبالنا عليه بحسن عبادته وطاعته .

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وسوم: العدد 872